استقبال الرئيس السيسي لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، في مطار شرم الشيخ، حظي باهتمام كبير من المراقبين، وخضع لتحليلات سياسية ونفسية، شملت ما تضمنه الاستقبال من تصافح وتبادل القبلات والابتسامة التي علت الوجهين، وإن أخفت النظارة الشمسية ما تحمله العيون، وامتدت إلي ما صدر عن اللقاء من بيانات رسمية. وانقسمت الآراء إلي فريقين. الأول نظر إلي الامر علي أنه مجرد استقبال بروتوكولي، لايحتمل تفسيرا يمكن أن يمتد إلي علاقات البلدين والموقف القطري المناهض لثورة 30 يونيه والداعم بشكل واضح لجماعة الإخوان الإرهابية. لكن الفريق الآخر كان أكثر تفاؤلا حيث توقع أن يكون الاستقبال وما تبعه من لقاء قصير، بداية لإذابة الجليد في علاقات البلدين. ورغم أنني أتمني شخصيا إقامة أعلي مستوي من علاقات التضامن والتعاون بين مصر وكافة الدول العربية، من منطلق إيماني بحتمية التكتل العربي للحفاظ علي أمن الدول والوطن الكبير. إلا أنني ومن خلال استعراض مسيرة العلاقات المصرية القطرية منذ انقلاب الشيخ حمد والد تميم علي أبيه الشيخ خليفة وحتي اليوم، واستمرار تميم علي نهج أبيه، استبعد عودة علاقات مصر مع إمارته إلي نفس مستواها في عهد جده. لكن يبقي الأمل قائما لعودة الوئام، في ظل ما يتحلي به الرئيس السيسي، من سعة صدر وإيمان قوي بحتمية التضامن العربي، لمواجهة المؤامرات والتحديات الخطيرة التي تواجه الأمة كلها.