صادمة، لعله الوصف الأدق لأرقام لاتكذب، كشفها تقرير انفردت به الزميلة »‬الوطن»، والخطير أن التقرير السري- الذي لم يعد كذلك -يكشف عن الحقائق، وعلي من يعنيه الأمر أن يقرأ دلالاتها بعناية، قبل أن يفكر في الخطوات المطلوبة لتجاوز، أو مواجهة الملامح الكارثية لهذا الواقع الذي يعني استمراره اننا »‬رايحين في ستين داهية»! بعد ٤ سنوات من ٢٥ يناير، مازال ثلث شبابنا يرغب في الهجرة! ألا تترجم هذه الرغبة يأساً، وغيابا لأفق يشي بضوء في آخر النفق؟ كان الشباب عماد الثورتين والآن تدنت نسبة مشاركتهم في العمل السياسي إلي ٢٫٥٪، ألا يستدعي ذلك محاكمة عاجلة لكل من يتصدرون المشهد السياسي دون استثناء؟ رقم آخر مفزع، ٦٨٪ من الراغبين في الزواج لايعوق حلمهم سوي السكن! هل يذهبون إلي دواعش الشام أو ليبيا، الذين ييسرون الارتباط بالمتطوعات لنكاح الجهاد، ثم الوعد بالحور العين في الدار الآخرة بعد »‬الشهادة»؟! ماذا تفعل المطلقة الشابة، بعد أن اصبحت نسبة الطلاق ٤٨٪ للزوجات أقل من ٣٠ عاما؟ هل ينطوين علي انفسهن أم ينحرفن أم يلحقن بالشباب إلي الجنة الموعودة التي يبشر بها الدواعش؟ أصحاب الوجوه الطافحة بالنعمة من الرسميين ورجال الأعمال، يطالبون الشباب بالعمل من أجل الوطن، فإذا البطالة تتركز في من تقل أعمارهم عن ٢٥ عاما بنسبة ٦١٪. واقع مريرتفضحه أرقام تتعلق بأصحاب الحق في المستقبل، وفي ذات الوقت القادرين علي البناء، بشرط مناخ موات للانجاز، بدلا من تكريس العوامل الداعية للهروب أو الاكتئاب!