طموح العدد الجديد من مجلة (عالم الكتاب)والتي يرأس تحريرها الكاتب الصحفي محمد شعير، هو توسيع الزنزانة.. ليس بمعني توسيع الجدران الأربعة داخل الزنازين، ولكن توسيع زنازين العقل، وكل محاولات حصاره وحبسه.. طموح العدد هو توسيع الزنزانه بالكتاب، فيقدم العدد ملفا خاصا حول(الكتاب في السجن) يرصد خلاله شهادات بعض الكتاب والمبدعين حول تجربتهم داخل الزنزانة، وكيف تحايلوا عليها بالكتاب والكتابة، وربما (بالضحك ملء الفم) كما قال الشاعر التركي ناظم حكمت... يكتب صنع الله ابراهيم، ومحمود درويش، ومحمود الورداني وعماد ابوغازي، بينما يقدم المترجم السوري ثائر ديب شهادة مبدعة... لم يتمكن الملف من رصد تجربة القراءة في السجن في بلدان عربية أخري خارج مصر وسوريا، يقول محمد شعير : لم نجد سجناء سياسيين في لبنان (تلك الملاحظة المبهرة..لا أدري هل هي الحرية في لبنان، ام قصور الملف ؟) ويتابع شعير لم نجد في المغرب العربي مكتبات بالسجون، ولم نجد سجناء في ليبيا والعراق، لأن الخارجين عن سياسات النظام هناك، اما منفيون أو قتلي...! ويرصد أمير زكي تاريخ مكتبات السجون في بعض دول العالم، كيف أقتصرت في البداية علي الكتب الدينية، وكيف كان القساوسة هم من يديرون مكتبات السجون في أمريكا إلي أن أصبح الكتاب حقا أساسيا للسجين في بريطانيا، ولكل سجين رف خاص من الكتب، داخل زنزانته بالسجون الأمريكية. فكرة الملف ربما كانت تستحق عددا كاملا، خاصة انها توقفت أمام تجارب متناثرة وقديمة، دون البحث عن السجناء الجدد وطرائقهم الجديدة في توسيع الزنزانة.