عندما يستمر الحال المايل، علي ماهو عليه، رغم قيام ثورتين، يصبح الحديث عن طابور خامس لذبح الثورة مبررا !! بل لاأبالغ إذا قلت إن بعض الوزراء ورؤساء المصالح تحولوا بقراراتهم وسلوكياتهم إلي أعداء للثورة ولسان حالهم يقول : بلوها واشربوا مايتها !! فهذا وزير حول وزارته إلي عزبة، حيث عين في منصبي مساعد ومستشار الوزير أناسا لا يتمتع معظمهم بأي قدر من الكفاءة، وبلغ به الاستهتار بالثورة وما تحمله من فكر التغيير الحقيقي أن عين ثلاثة أشخاص في منصب مستشار إعلامي أو اتصال أو متحدث رسمي، ولا فرق بين المناصب الثلاثة وإن اختلفت مسمياتها. الأعجب أن مساعدي الوزير الجدد ليسوا شبابا، حتي نقول إن معاليه يقود فكرا ثوريا بالشباب، لتغيير الأداء الفاشل بوزارته، وإنما كل المساعدين الجدد تقريبا من أرباب المعاشات، وبعضهم كان يتولي مناصب قيادية بالوزارة وخلف فشلا ذريعا ! لكن يبدو أن أسلوب المجاملات وتوزيع التورتة علي الحبايب والأصحاب الذي كان سائدا في عهد مبارك مازال معمولا به بكل بجاحة وكأن مصر لم تشهد ثورتين ولم يحدث بها أي تغيير !! وبالتالي لا يعد غريبا أن أحوال الناس المتردية قبل ثورة يناير مازالت كما هي، رغم ثقتنا الكبيرة في شخص الرئيس السيسي وتصديقنا لما يحمل من آمال وطموحات لتحقيق قفزة تنموية في مختلف المجالات. المشكلة في رأيي تكمن في أن الرئيس السيسي لم يصحب فريق عمل يحمل نفس الروح الثورية والآمال والطموحات الكبيرة التي يتحلي بها. وترك الحكومة العقيمة برجالها ومساعديهم وبطاناتهم ونهجهم العفن فكانت النتائج من سيئ إلي أسوأ. ياسيادة الرئيس..طهِّر.. غيَّر.. جدِّد. ثُر علي الفلول الفاشلين قبل أن يصفوا دماء الثورة.