من كان يعرف ان الترسانة البحرية معروضة للخصخصة؟، لم يتضح هذا للرأي العام إلا من خلال حديث الرئيس أثناء زيارته الي الترسانة صباح السبت الماضي، جري ذلك عام ٢٠٠٧ أثناء تنفيذ برنامج الخصخصة الكارثي الذي قام بتنفيذه الدكتور عاطف عبيد رئيس الوزراء وقتئذ. طرح الترسانة للبيع يعني بيع اصول الدولة، واضح أن كل شيء كان معروضاً للبيع، وهنا تلتقي خطة الخصخصة تلك مع سياسة الإخوان في فك أصول الدولة، الخصخصة كما طبقت في الغرب كانت تستهدف التطور الاقتصادي. هذا ما جري في بريطانيا من خلال خطة مارجريت تاتشر، ولكن في مصر تمت في إطار النهب المنظم للمال العام. حيث تم بيع مشاريع كبري بثمن بخس لافراد بعينهم، وتلك هي الجرائم الكبري للنظام التي يجب محاسبته عليها وليس دهان جدران القصور الرئاسية!، هذه الترسانة التي أسسها محمد علي باشا أنشأت اسطولاً عظيماً هدد الدول الكبري وتحالفت عليه القوي العظمي في ذلك الوقت ودمرت معظم قطعه في موقعة نفارين عام ١٨٤٠ وكانت بداية  انحسار نظام محمد علي باشا. لحسن الحظ تدخل الجيش واشتري الترسانة البحرية لاعتبارات تتصل بالأمن القومي هذا فصل جديد مجهول في دور الجيش الحافظ للدولة المصرية، ليت قادته تدخلوا لشراء شركة المراجل البخارية التي يجب أن يفتح ملف خصخصتها ومعرفة من اشتراها للرأي العام. فهذه الشركة تتصل أيضاً بالأمن القومي. وتعتبر من أهم إنجازات جمال عبد الناصر. هنا يجب ذكر قائد عظيم للجيش كان يعي المخاطر التي تتهدد الدولة، أعني المشير محمد حسين طنطاوي. الذي أنقذ بموقفه الدولة من التوريث، وحقق أهداف ثورة يناير العاجلة وحرص طوال سنوات الاضطرابات التي تلتها الا يطلق الجيش طلقة واحدة في اتجاه شعبه رغم الاستفزازات المتعمدة من جانب بعض الشباب الذيكان يقوم بمهام مريبة في خضم الحراك الشعبي. وإحدي هذه المهام استفزاز وإهانة افراد الجيش لدفعهم الي الرد العنيف، وهذا ما تجنبه أبناء الجيش بثبات فذ. هنا أورد واقعة صارت معروفة. إذ حدث في مجلس الوزراء أن عرض أحد الوزراء المقربين والنشطين في الخصخصة بيع أحد البنوك الاربعة الكبري، استفز ذلك المشير الذي عرف بانضباطه الصارم وأدبه الجم وقوة اعصابه، دفعه الموقف الي النطق بجمل قاسية. منها ما نصه: »‬انتم بتبيعوا البلد...» وقدروي لي ذلك من أثق به. في عام ١٩٧٤ مع بداية الانفتاح الساداتي الذي أسس للفساد الذي أوصلنا إلي ما نحن فيه، كتبت قصة عنوانها »‬ما جري لأرض الوادي»، اتخيل فيها بيع مصر في مزاد علني، بدأ الأمر ببيع الارض، ثم الجسور والطرق، والنهر وايضاً البشر، الرجال بسعر والنساء والأطفال، واستعصي الأمر علي الملاك الجدد الذين رفعوا قضية اخلاء مصر من سكانها المصريين، استعصي الأمر لان فلاحاً عجوزاً تمسك بفدان واحد من أرض الكنانة ورفض بيعه، في ذلك الوقت المبكر كنت أتصور أنني اطلق العنان لخيالي، ولكن ماجري في الواقع بعد ذلك فاق كل خيال!