وزارة الخارجية المصرية لها تاريخ عريق ومشرف في العمل الدبلوماسي، حققت نجاحات عظيمة علي الصعيدين العالمي والاقليمي، لكن الاداء الدبلوماسي في الفترة الأخيرة أصبح قائما علي رد الفعل المتأخر وغير المقنع والضعيف، وافتقد عنصر المبادرة، بل أصبح شبيه اداء موظفي مكاتب الشكاوي بوزارات الخدمات فالاتهامات والمؤامرة التي تحاك ضد مصر في الخارج ويشارك فيها رؤساء ودول ومنظمات دولية وحكومات مختلفة وتهدف الي اسقاط الدولة المصرية، يكون الرد في بيان هزيل يدين التصريحات أو البيانات التي تتهم مصر بانتهاك حقوق الانسان وكبت الحريات وان البيان غير صحيح جملة وتفصيلا فقط وان مصر ترفض التدخل في شئونها الداخلية.. ويوضع البيان علي موقع الوزارة!
أما السفارات المصرية في الخارج والتي من المفروض ان تقدم للرأي العام في الدول التي تتواجد فيها صورة حقيقية للأوضاع في مصر من خلال الاتصال بوسائل الاعلام أو المسئولين في هذه الدول، لكن ذلك لا يحدث، فالسفارات تحتفل باعياد ثورة ٢٣ يوليو وتدعو كبار المسئولين والسفراء في هذه الدول، أما ثورة ٣٠ يونيه فتبخل حتي باقامة ندوات أو اجتماعات يحضرها المسئولون في هذه الدول ووسائل الاعلام ليشرح لهم معالي السفير حقيقة الأوضاع في مصر.. بلاش أن يتفضل معالي السفير ويجري حوارا مع عدد من رؤساء التحرير أو كبار المحررين والكتاب من خلال مؤتمرات صحفية يشرح فيها الأوضاع، كما فعل فضيلة مفتي الجمهورية وكتب مقال في وول ستريت جورنال منذ أيام عن  الفتوي واثرها في تفسير الشريعة الاسلامية اوضحت كثير من المفاهيم الخاطئة وتناقل المقال وسائل الاعلام العالمية لكنهم لم يدركوا ان في مصر حدثت ثورة ٣٠ يونيه!