لم يعد يقتصر الوصف اللائق بشخصية نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل علي لقب »‬البلطجي» وإنما وعلي ضوء ما صدر عنه أخيرا من اقتراحات لإرساء دعائم احتلاله للأرض الفلسطينية فإنه أصبح من رواد »‬المسخرة» السياسية. هذا الذي أقوله أكدته صحيفة »‬هاآرتس» الإسرائيلية  علي ضوء مطالبة هذا »‬البلطجي المسخرة» بسرعة استئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية للاتفاق علي حدود المستوطنات الإسرائيلية المقامة والتي ستقام فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة!! هل يمكن أن تكون هناك بجاحة »‬أوسخ» من هذا الذي يطالب به هذا النتنياهو موهما العالم بأنه بذلك يسعي للسلام!! أي حدود للمستوطنات هذه التي يتحدث عنها هذا المتمرد علي الشرعية والسلام الدولي؟ كيف بالله يجرؤ علي تناول هذا الأمر بالجدية وهو يعلم أصلا أن وجود هذه المستوطنات ووفقا لقرارات الأمم المتحدة عمل غير مشروع يتنافي مع كل القوانين والمواثيق الدولية. ان ما يقوم به هذا »‬البلطجي المسخرة» الذي يعتمدعلي دعم ومساندة الولايات المتحدة الأمريكية شريكته في التآمر ليس سوي عملية تحايل والتفاف علي الشرعية الدولية. انه يستهدف بهذا الاقتراح المسخرة مواصلة الخداع والتضليل وأن في امكانه الضحك علي الفلسطينيين والعالم بسعيه من خلال الخداع المكشوف إلي اتفاق يقنن وجود المستوطنات وبالتالي يبرئها من عدم المشروعية. يأتي ذلك في إطار التوهم بأن لديه قدرا من الذكاء يقابله وفق اعتقاده غباء من جانب الفلسطينيين الذين يطالبهم بالتفاوض. بالطبع فإن هذا النتنياهو ما كان يجرؤ علي اطلاق هذا الاقتراح »‬المهزلة» لولا أنه يستند إلي وقوف واشنطن  اكبر داعم لإسرائيل الي جانبه رغم تمثيليات الخلاف بينه وبين أوباما. ليس أدل علي هذه الحقيقة من هذا الشكر الذي توجهت به إسرائيل إلي الإدارة الأمريكية تقديرا لجهودها في إفشال مؤتمر الأمم المتحدة الذي استمر لمدة شهر انتهي يوم ٢٧ مايو الماضي وشاركت فيه دول العالم . وتركزت أهدافه  حول التوصل الي اتفاق لعقد مؤتمر لنزع اسلحة  الدمار الشامل في الشرق الأوسط والمعني به أساسا إسرائيل التي تملك ترسانة نووية! كما هو معلن ومعروف في كل أوساط الأمم المتحدة فقد ركز الوفد الأمريكي في هذا المؤتمر جهوده علي منع عقد مؤتمر الشرق الأوسط تجنبا لإخضاع الكيان الصهيوني الذي تم زرعه في الشرق الأوسط من أي خضوع لشروط وضوابط معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية. يحدث هذا في نفس الوقت الذي تتآمر فيه واشنطن علي الدول التي تسعي للاستخدام السلمي للطاقة النووية. كل الدلائل تؤكد أن سياسة واشنطن متوافقة تماما مع السياسة الإسرائيلية علي كل ما يتناقض ويتعارض مع متطلبات السلام العالمي. هذا الواقع تمثل أيضا في سعي واشنطن في اطار اصرارها علي إفشال مؤتمر حظر انتشار أسلحة الدمار الشامل للتنصل من الالتزام بالبنود التي تقضي بالحد من انتاج هذه الأسلحة ومنها السلاح النووي.. هذان الموقفان المتطابقان لإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية يؤكدان أن كلتا الدولتين تعملان ليس ضد السلام العالمي فحسب وإنما أيضا ضد أمان وخير البشرية كلها.