نتحدث في حدود ما سمحت بنشره النيابة العامة والأجهزة المعنية في قضية »‬أبناء الشاطر».. تلك الخلية الإرهابية التي ارتبطت بخيرت الشاطر تأسيسا وتمويلا وجرائم ضد الدين وخيانة للوطن. علي مدي سنوات كانت جماعة الاخوان تشيع انها تابت عن العنف والإرهاب وأصبحت جماعة مسالمة. وحتي وهي تعلن علي الملأ الآن أنها مسئولة عن الدماء التي تسيل والشهداء الذين يسقطون فإنها تعلل ذلك بأنه انتقام من شعب أسقط نظام الإخوان الفاشي ومن جيش انحاز لإرادة الشعب في ٣٠ يونيو. قضية أبناء الشاطر تؤكد ما كنا نقوله عن جماعة لم تعرف في حياتها إلا طريق الدم.. كانت لها في ذلك الريادة لتسير في طريقها - بعد ذلك - كل الجماعات المشابهة.. من »‬القاعدة» حتي »‬النصرة» وداعش وأخواتها. في قضية »‬أبناء الشاطر» نعرف أن هذه الخلية الإرهابية قد بدأت نشاطها بأوامر الرجل الأول في »‬الاخوان» في عام ٢٠١٢ ومع بداية تركهم للاستيلاء علي الحكم بالفوز في الانتخابات البرلمانية. كانوا يبدأون رحلة مصادرة الثورة ويأخذون الأوامر من واشنطن بالسيطرة علي الحكم.. فإذا بهم يلجأون لأساليبهم المعتادة، ويستعدون لمرحلة »‬التمكين» و»‬أخونة الدولة» بتكوين الخلية التي تدخل في مهامها الرئيسية اختراق كل أجهزة الدولة الهامة والاستيلاء علي المعلومات الموجودة لديها ونقلها لزعامة الإخوان لتتصرف علي أساسها.. سواء بالسيطرة علي هذه المؤسسات أو بالتخلص من الذين يمثلون عقبة أمام أخونة الدولة.. في الجيش أو الشرطة أو الإعلام أو غيرها من الأجهزة  الأساسية للدولة. النقطة الثانية هنا أن موعد بدء نشاط خيرت الشاطر لإنشاء هذا التنظيم السري، يرتبط بموعد اعتماد إدارة أوباما لاستراتيجية دعم »‬الاخوان» في السيطرة علي مصر باعتبارها المدخل الأساسي للسيطرة علي باقي البلاد العربية. ولعلنا نذكر أن الجماعة كانت مترددة في سلوك هذا الطريق، لكن خيرت الشاطر كان قد تلقي الإشارة الداعمة من واشنطن وبدأ الاستعداد للاستيلاء علي الحكم في رعاية سفيرة أمريكية جعلت دعم الاخوان هو مسئوليتها الوحيدة، ومع توالي كل أنواع المساندة من الإدارة الأمريكية ومن الكونجرس الأمريكي الصهيوني الذي أرسل ممثلي الحزبين الديمقراطي والجمهوري (ماكين وجراهام) ليؤكدا الدعم للاخوان ويلتقطا الصور مع المرشد فوق المقطم في مقر الجماعة التي تعرف أمريكا جيدا أنها لم تتوقف عن الإرهاب يوما واحدا! ويبدو أن المسئولين في أمريكا لم يسمعوا بعد اعترافات »‬أبناء الشاطر» وبالتالي فهم يستقبلون خلال هذه الأيام وفدا من »‬الاخوان» لممارسة نشر أكاذيبهم. وهو أمر يؤكد أن الخط الأساسي الذي اعتمدته إدارة أوباما عام ٢٠١١ مازال ساريا، وأن الدعم الأمريكي لـ»‬الإخوان» مازال هو أساس التحرك الأمريكي (ومعها بالطبع يتحرك الأذناب من تركيا إلي قطر وغيرهما)!!