ليست فقط حربا عسكرية، لكن أيضا حرب نفسية ودعائية وإعلامية، حرب شائعات تستخدم فيها الأكاذيب، والمعلومات المضللة قبل الحقائق !!... يوم طويل من حرق الدم، والقلق والخوف والتوتر، والأخبار الكاذبة، والإشاعات، والحرب النفسية، وأخبار الفيسبوك المضروبة، حتي جاء بيان القوات المسلحة مصححا ومدققا للمعلومات، لنلتقط بعض الهدوء، ثم توالت البيانات والتوثيقات في اليوم التالي لتبعث في نفوسنا الطمأنينة والفخر بجيشنا.. حتي بيان تنظيم (بيت المقدس) التابع لداعش، أكد تقريبا ما جاء في بيان القوات المسلحة، معترفا بالإنسحاب (أضطررنا للانحياز بعد تدخل الطيران)!!... ويبدو أن تدخل الطائرات هو العامل الحاسم في كل معركة مع داعش سواء في مصر، أو العراق، أو سوريا.. هكذا دكت طائرات (أف16) البؤر الإرهابية في سيناء، وباعتراف بيان الإرهابيين، أعلنوا عن تصفية ما لا يقل عن 200 تكفيري من عناصرهم، علي يد الجيش المصري... لماذا لا تحسم الطائرات المعركة إلي النهاية؟ لماذا لا تقوم بتمشيط سيناء كاملة، ودك كل بؤر الإرهاب، ودك مخازن الأسلحة ؟ وتنظيف سيناء؟
والحقيقة أن الحرب النفسية التي تعرضنا لها خلال العملية الإرهابية الأخيرة في سيناء (وصفت بأنها الحرب الأكبر منذ حرب أكتوبر 1973) تفرض ضرورة المكاشفة والوضوح وتوفير المعلومات، والإجابة علي كل الأسئلة الحائرة، حول طبيعة العدو الذي نواجهه (تنظيم بيت المقدس)؟ علاقته المباشرة بداعش، وشكل التواصل بينهما ؟ علاقته بحماس ؟ وعلاقته بجماعة الإخوان المسلمين ؟ أعداد هذا التنظيم ؟ وجنسية عناصره ؟ من أين تأتي أسلحته وذخائره ؟ كيف يتم تدريب أفراده ؟ وهل يقومون بالفعل بتجنيد وتدريب بعض أبناء سيناء ؟