لن أتوغل كثيرا في تثمين المواقف والظواهر الإيجابية التي تحدث في شهر رمضان المبارك.. كما أنني لن أنتقد السلبي منها ومن صناعها الرسميين أو التجار أو المواطنين الجائعين.. سأكتفي بالقول.. الحمد لله.. أننا في شهر الخير والبركة.. وانطلقت نفوس المؤمنين في سباق مع الزمن.. لتحصد خير حصاد من لدن الكريم الذي قال.. كل عمل ابن آدم له.. إلا الصيام.. فهو لي وأنا أجزي به.. كثيرون منا يقفون علي عتبات الاستذكار.. في محاولات نفسية لاستحضار روح القداسة والبركة في هذا الشهر الفضيل.. وكلهم يحظون بنتائج يطمئنون لها.. بأن الأمور علي ما يرام.. هذا يتذكر فرحتين للصائم.. وذاك يتذكر مزيدا من جمع الأهل ولمة العائلة والولائم... لكن كم منا يتذكر أن حكمة مشروعية هذا الشهر الأولي.. هي الشعور مع المساكين والغلابة وأصحاب الحاجات الإنسانية ؟ أعني أولئك الذين ابتلاهم الله سبحانه بنقص في الأموال والثمرات.. أو في صحتهم.. لا بد أن الميسورين كثر والمحسنين كذلك.. ولعلنا نعلم أن التعاطف والتكاتف والتكافل بين الناس صور إنسانية اجتماعية مشرقة.. وواحدة من صفات المجتمع المسلم منذ أن تشكل قبل آلاف السنين. نقول هذا ونذكر أنفسنا.. لأننا أحوج ما نكون لتحقيق الهدف الرباني من الصيام.. والجوع والصبر.. وسبب شدة حاجتنا إلي التراحم وتحقيق معاني التضامن والتكافل والتكاتف الاجتماعي.. هو سوء الظروف الاقتصادية التي يعيشها أكثر المواطنين.. بسبب الغلاء الطبيعي والمفتعل.. وبسبب المشاكل الاجتماعية أيضا.. ما أحوجنا لوقفة مع أنفسنا نقرر خلالها أن للفقراء حقا في الحياة الحرة الكريمة الشريفة.. بقضاء الزكاة التي فرضها الله علي كل مسلم.. فافعلوا الخير.. تغنموا استقرارا في أنفسكم .. وتفوزون بالجنة ونعيمها في الآخرة