سؤال ساذج تداوله البعض لغرض في نفس يعقوب وهو لماذا تأخر إعداد الموازنة الجديدة والتي يمثل تأخيرها سابقة في تاريخ مصر؟
الذين تداولوا السؤال هم أكثر الناس دراية بأسبابه ولكن السؤال جزء من مخطط جهنمي لإشاعة حالة من اليأس والإحباط وعدم الثقة.
وكلها أسلحة يستخدمها أعداء مصر حتي لو كانوا ممن يحملون الجنسية المصرية.
أسلحة يستخدمها أصحاب الحسابات البنكية خارج مصر والذين يعرفون اللحظة المناسبة التي يستطيعون فيها الخروج من بلادهم بعد تحقيق أغراضهم وأهدافهم والتي لن تتحقق أبداً بفضل يقظة ووعي أبناء مصر.
والسبب الرئيسي هو العجز الكبير في الموازنة والتي تظل عاجزة عن تلبية طموحات وآمال أبناء مصر. والموازنة ليست منحة من الرئيس أو هبة من الحكومة، ولكنها محصلة جهد وعرق أبناء مصر. هي محصلة لكل موارد مصر والتي شهدت تحديات كثيرة طوال سنوات ما بعد 25 يناير ولانزال حتي اليوم نلملم جراحها.
كان من الطبيعي أن يتأخر إعداد الموازنة في محاولة مضنية للوفاء بأبسط الالتزامات وهي الأجور وأقساط وفؤائد الديون الخارجية باستثناء الديون الداخلية والتي يمكن احتواؤها وكذلك مخصصات الدعم وبعض مشروعات استكمال البنية الأساسية وغيرها من الضروريات. أخيراً خرجت الموازنة ولكنها تحمل رسالة تؤكد أننا لم نع تماماً الدرس أو نتفهم حقيقة ما نواجهه من تحديات وعقبات يصبح من الظلم والإحجاف أن نحملها للحكومة أو لرئيس الدولة ولكنها تؤكد أننا في حاجة إلي نوع جديد من التفكير خارج الصندوق.
الأفكار خارج الصندوق لابد أن تشمل أيضا اجتثاث بذور بعض مراكز القوي التي بدأت تتشكل وتنمو في بعض المواقع وكان الله في عون رئيس اخترناه بمحض إرادتنا وستظل ثقتنا فيه بلا حدود.
الأفكار خارج الصندوق تحتاج أيضا لعصا قوية لا تعرف الرحمة أو الشفقة في كل من يتاجرون بمصر وبآلام وصبر شعبها الأصيل.