«العراق لم يعد موجودا ولا سوريا.. ولبنان دولة فاشلة.. ومن المرجح أن تكون ليبيا هكذا أيضا».. هذه هي الحقيقة التي لا تحاول الأنظمة العربية ابتلاعها والتحسب لها.. لكن المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «مايكل هايدن» صرح بها في حديث لصحيفة «لوفيجارو» الفرنسية وتناقلته وكالات الأنباء والصحافة العربية.. وعاب هايدن علي اتفاقية «سايكس بيكو» التي وضعت بمبادرة أوروبية عام 1916، إنها لم تعكس الواقع العربي الحقيقي بمذهبياته الدينية واثنياته العرقية وما يحدث حاليا هو فشل سايكس بيكو التي عجزت عن فهم واقع المنطقة.
بالفعل الواقع علي الأرض يؤكد استحالة عودة العراق كبلد موحد مرة ثانية وأيضا سوريا بعد ما مزقتهما الجماعات المتناحرة باسم الإسلام ومن قبل ساهم الحكام الديكتاتوريون في شل وتغييب إرادة الشعوب وتهميش عقولها بخطاب ديني طائفي تكفيري وتعليمي فاسد وإبطاء معدلات التنمية علي جميع المستويات.
الغريب فعلا المحللون السياسيون حين يدلون بآرائهم بأن الغرب وأمريكا كانا السبب في تمزيق الدول العربية وكأن الغرب وأمريكا سبب التناحر السني الشيعي وبقاء الاثنيات العرقية والاقتتال الطويل عبر التاريخ العربي بين الطوائف الدينية وتحويل الخلافة الإسلامية الوليدة ملكا عضودا للأمويين ثم العباسيين وخلق التدين الشكلاني الزاعق عبر النصح بالميكروفونات دون قدوة صالحة.. ولم يكن حديث هايدن تنبؤات لكنه حقائق تؤكدها دويلات عرقية واثنية ولدت من رحم التناحر الطائفي والمذهبي علي جثة العراق وسوريا وانتج لنا تنظيم الدولة الإسلامية وشكل دولا في الطريق القريب سنية وشيعية وعلوية ودولة أكراد فتية..!
وما يحزننا أن نشاهد مساعدة للجهد الطائفي والأمريكي بمحاولات محو دولة اليمن ولم نسمع حتي الآن عن خطة عربية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والعرض مستمر ونشاهده كمتفرجين بعدما شاهدنا اختفاء دولتين.