كل عام ونحن جميعا في خير وأمن وسلام،...، من المفترض طبقا للحسابات الفلكية المعلنة، أن اليوم الجمعة السابع عشر من يوليو ٢٠١٥ ميلادية، هو الاول من شهر شوال لعام ١٤٣٦ هجرية،...، اي انه عيد الفطر المبارك، اعاده الله علينا وعليكم وعلي مصر والعالم العربي والاسلامي بالخير والسلام والبركة.
ومن المفترض كذلك ان اليوم هو العيد ايضا في كل البلاد العربية والاسلامية، طبقا لذات الحسابات الفلكية، التي اجمعت علي ان شهر رمضان بلغ تمامه بالامس الخميس، عن تسع وعشرين يوما، نظرا لان شهر شعبان الذي سبقه كان شهرا قمريا كاملا بثلاثين يوما، وبذلك فإن الشهر الذي يليه يكتمل بتسعة وعشرين يوما.
واذا كنت قد استخدمت تعبير «من المفترض» فذلك تحرزا مني، نظرا لاننا نجد بعض الدول العربية والإسلامية لا تلتزم بما تقول به الحسابات الفلكية، وتأخذ فقط بما هو متعارف عليه منذ القدم بأن يكون استطلاع هلال الشهر ورؤيته بالعين البشرية، هو المعمول به بالنسبة لبدايات الشهور العربية، دون اعتماد علي الحسابات الفلكية.
ولذا فقد رأينا طوال الاعوام السابقة اختلافا بين بعض الدول العربية والاسلامية في تحديد يوم عيد الفطر المبارك، وعادة ما يكون الفارق يوما واحدا بالزيادة أو النقصان،...، وذلك نظرا لاختلاف رؤية العين المجردة للهلال في بعض البلاد عن الأخري.
ويأتي هذا الاختلاف في قاعدته الاساسية انطلاقا من حسن النية عند المسلمين، وشدة التمسك بحرفية النص الذي يقول «صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته» وهو ما كان البعض يفسره بضرورة الرؤية بالعين المجردة،...، وكان هذا مقبولا ومعمولا به من الجميع قبل التطور العلمي الهائل في المراصد وعلوم الفلك والحسابات المبنية علي اساسها.
ونحن نتمني ان يأتي اليوم الذي يلتزم به جميع المسلمين بموعد موحد لعيد الفطر، لما لذلك من اثر ومعني ووقع طيب لدي المسلمين جميعا في كل البلاد يدل علي التوحد والمشاركة في هذه المناسبة الدينية المباركة،...، ونحمد الله ان هذا الاختلاف، او التباين في الموعد ليس واردا في عيد الاضحي حيث انه لا مجال للخلاف في موعد ومكان وقفة عرفات التي تجمع كل حجاج بيت الله الحرام.
وكل عام ومصر والعالم العربي والاسلامي بخير.