كل يوم يمر يثبت أن مصر كانت علي حق منذ البداية، حين رفضت القبول بمنطق أمريكا وحلفائها بأن الخطر لا تمثله إلا «داعش» وأن أرض المعركة ضدها هي العراق فقط! بينما كانت مصر واضحة مع نفسها، وصادقة مع الحقيقة وهي تؤكد أن الإرهاب ملة واحدة، وأن الأصل جاء مع «الإخوان» قبل أكثر من ثمانين عاما، وأن تعدد لافتات الجماعات الإرهابية لا ينفي أنها تمضي في طريق واحد، وتمثل خطراً لن ينجو منه أحد.. حتي تلك الدول التي تستخدم بعض هذه الجماعات لتنفيذ مخططاتها، أو التي توفر لها الدعم المالي والسياسي والإعلامي ظنا منها أن ذلك يبقي الإرهاب بعيداً عنها، ويبقيه سلاحاً في  يدها ضد الآخرين، غير المدركة أن من يأتي بالثعابين السامة إلي بيته، فعليه أن يدفع الثمن!
ولقد ثبتت مصر علي موقفها.. حتي وهي تتعرض للضغوط ويمنع عنها السلاح المطلوب لحربها ضد الإرهاب، ويطلب منها أن تترك مجالا لإرهاب «الإخوان» بدعوي أنه إرهاب معتدل!
وبينما كانت مصر تخوض حربها ضد إرهاب الإخوان والدواعش، ويقدم جيشها أغلي التضحيات مع الشرطة وأجهزة الأمن، وبدعم شعبي كامل.. كان العالم كله يدرك حجم الخطر، وكان «الإخوان» يتعرون كجماعة هي أصل الإرهاب، وكان الدواعش يمدون جرائمهم إلي كل مكان يستطيعون الوصول إليه.
وكما كان متوقعا كان مخطط إغراق المنطقة العربية بالإرهاب يسير في طريقه، وخلال الأيام الماضية كانت الصورة تعكس شراسة الحرب التي فرضت علينا. فالإرهاب يضرب في الكويت والسعودية ويهدد باقي دول الخليج، ويقيم إماراته التي ترفع زورا وبهتانا راية الإسلام في أرض العراق وسوريا واليمن ويمد ضرباته للشمال الافريقي من ليبيا إلي تونس والجزائر.
أما الذين خططوا لكي يبقي الإرهاب في المنطقة العربية فقط، فقد رأوا الإرهاب يضرب في دول أوروبا ويمتد إلي أمريكا نفسها في بدايات تقول إن الخطر قادم إليهم وأنهم سيدفعون ثمن تربية الثعابين والرهان علي ألا تلدغهم حفظا للجميل ورداً لما قدموه لها.. وهو منطق لا تفهمه الثعابين الداعشية والإخوانية ولم تترب عليه طوال تاريخها مع الإرهاب!
بالنسبة لنا كنا نعرف ذلك بحكم تجربتنا الطويلة مع إرهاب الإخوان ونسلهم غير المبارك من الجماعات الإرهابية. وكنا ندرك أن معركتنا ستكون طويلة وشاقة لكننا لا نملك إلا أن نخوضها.. وأن نكسبها.
ورغم الانتصارات الكاسحة التي حققناها منذ ٣٠ يونيو وحتي الآن، فقد كنا ندرك أنهم لن يتوقفوا عن إرهابهم، وأنهم سيحاولون بأي ثمن إثبات أنهم مازالوا موجودين بإرهابهم المخطط الذي يحاول إفساد كل شيء جميل في هذا الوطن.. كما كان العهد بهم علي مدي ثمانين عاما من الإرهاب الذي يتاجر بالدين ويبيع الوطن وينشر الدمار أينما حل.
حتي في العيد لم نسلم من خستهم وانحطاطهم، سقط منا شهداء في سيناء، لكن جيشنا الباسل لقنهم درساً وأسقط منهم العشرات ومضي في طريقه لاستئصال إرهابهم من جذوره. وفي نفس الوقت فشل إرهاب الإخوان في أن يثبت شيئا إلا الهزيمة أمام إرادة الشعب، والعجز عن فعل شيء إلا إصدار البيانات المثيرة للسخرية والاشمئزاز حين يقولون إن الإخوان سيهجرون «السلمية»! وكأنهم ليسوا هذه الجماعة الخائنة التي تحمل وزر ثمانين عاما من الإرهاب الذي لم يعد ممكنا إخفاؤه بعد أن سقطت كل الأقنعة، وعرف الشعب حقيقة من تاجروا بالدين وباعوا الوطن وأساءوا لأعظم الرسالات السماوية.