لا أحب المقارنة بين بلد واخر، لان لكل بلد ظروفها وامكانياتها، لكن البلاد التي تعيش علي قفا الغير لا تستحق ان تعيش، طالما لا تعمل ولا تنتج ولا تسعي للعلم، ومصر للاسف تعيش علي كلام اجوف شبعنا منه حتي طفح الكيل، وحركات بهلوانية لحكومة لا تعي ما يقول رئيس البلاد، وابسط مثال علي ذلك عندما بحثت في الميزانية الجديدة لمصر اكتشفت ان مخصصات البحث العلمي تكاد تصل إلي مليار جنيه، علي الرغم من ان ايرادات الميزانية تقدر بـ 599 مليار جنيه والمصروفات 872.6 مليار جنيه. وقيل تفسيرا لذلك ان الباحث في الجامعات مخصص له 31 جنيها سنويا، وهو ما يقل بكثير عن ثمن كرة قدم ولا يجاوز ثمن بضع أوراق وأقلام لكتابة هذه الأبحاث.. لقد أعلن الرئيس مبادرته القومية نحو بناء «مجتمع مصري يتعلم ويفكر ويبتكر» والتي تستهدف توجيه أولويات الدولة نحو بناء الإنسان المصري وتتضمن تنفيذ العديد من المشروعات وأعمال التطوير والتحديث لمنظومة البحث العلمي ومضاعفة المنح للمتفوقين من أبناء الوطن للدراسة في الجامعات العالمية وإصدار قانون لتنظيم البحث العلمي ووضع استراتيجية مصرية للبحث العلمي تتواكب مع استراتيجية تطوير التعليم.

والسؤال الان ماذا فعلنا لذلك؟!، تذيلت جامعاتنا الترتيب العالمي لافضل جامعات العالم، كما تذيل البحث العلمي في مصر التصنيف العالمي من حيث الجودة ايضا لنصبح رقم 125 من بين 148 دولة، والحكومة لا تفهم وتخصص مليار جنيه للبحث العلمي، ورغم ان الدستور نص علي تمويل البحث العلمي بما لا يقل عن 1%.

لقد وصل تدهور البحث العلمي إلي ادني مستوي، واقول للحكومة واحذرها حينما يكون البحث العلمي في ذيل قائمة اهتمامات الدولة ويكون حظ اي تافه في بلده أفضل من حظ الباحث لابد أن يصل حال العلم إلي أدني مستوي، وكذلك حال البلد.

دعاء: اللهم ارزقنا اجابة الدعاء وصلاح الابناء، وحسن الاداء وبركة العطاء، امين