من حق الأشقاء في دولة الإمارات أن يفخروا بما حققوه وهم يحتفلون بالعيد الرابع والأربعين لقيام الدولة.
كان التوافق علي قيام الدولة إنجازا هائلا يحقق حلم الاجداد الذي طال انتظاره. ولكنه كان ايضا بداية لمسيرة شاقة ورائعة لبناء الدولة من الصفر لتصبح اليوم نموذجا يحتذي بين دول المنطقة والعالم.
كانت البدايات صعبة، وكانت الظروف معقدة، وكانت التحديات كبيرة. لكن قيادات الدولة برئاسة الشيخ زايد ومعه رفاقه من حكام الإمارات أتحملوا المسئولية وقبلوا التحدي، واستطاعوا في سنوات القليلة ان يعوضوا الكثير من سنوات المعاناة، وأن يضعوا الاساس السليم لهذا التقدم الكبير الذي لم يعد يقبل إلا الأفضل.
من رأي البدايات الصعبة لن يصدق ما تم انجازه، لكن نقطة البداية كانت في الطريق الذي قاده الشيخ زايد حين راهن علي بناء المواطن قبل أي شيء آخر، وحين ركز الجهد علي التعليم، وحين فتح الأبواب للشباب لكي يكونوا صناع المستقبل.
وعلي دربه سارت الإمارات حتي اليوم بقيادة الشيخ خليفة بن زايد، تحقق الانجازات في كل مجال، وتبني المستقبل وسط كل التحديات. وتترجم عروبتها إلي فعل صادق، ولعل وقفتها بجانب مصر بعد30 يونيو تقدم نموذجا لهذا التوجه الذي صمد لكل الضغوط وتجاوز كل محاولات الوقيعة، وأدرك منذ اليوم الاول أن معركة مصر هي معركة العرب جميعا.. وهو ما أشار إليه بالأمس الشيخ خليفة بن زايد بمناسبة العيد الوطني للدولة حين أكد مرة أخري إيمان الامارات ـ شعبا ودولة ـ بأن «مصر الآمنة هي بوابة السلام والاعتدال العربي».
بفخر واعتزاز تحتفل الإمارات بعيدها الوطني، ويتوافق العيد هذا العام بأول أحتفال بيوم الشهيد، حيث يحيي الاشقاء في الإمارات ذكري أبناء أعزاء للوطن سقطوا دفاعا عن بلادهم وعن أرض عربية تتعرض للعدوان والتآمر وأطماع أعداء يريدون رفع راياتهم علي كل العواصم العربية.
أنها الاسس الراسخة التي أقامها الاباء المؤسسون للدولة ـ كما قال محمد بن زايد ـ هي التي جعلت من الإمارات وطنا يستحق من أبنائه كل تضحية، وهي التي جعلت من شبابه يتسابقون لبناء الوطن، ويتسابقون ايضا لحمايته بالارواح إن واجه الخطر.
تحية للإمارات (شعبا وقادة) في العيد الوطني. تحية لأربعين من العمل الجاد لتقديم هذا النموذج الرائع للدولة العربية الحديثة، وتحية لاشقاء لا يمكن ان ينسي شعب مصر وقفتهم لمساندة ثورته في أصعب الظروف ورغم كل الضغوط والتحديات، وتحية لعلاقات ستدوم وتزدهر بين الدولتين الشقيقتين رغم كل محاولات الوقيعة من أعداء العروبة والاسلام.
وتبقي التحية لروح الرجل الذي زرع النهضة وسط الصحراء، وترك للأبناء أن يكملوا الطريق ويجنوا الثمار، تحية إلي الشيخ زايد الذي ترجم عروبته الي عمل، والذي جعل من علاقات الإمارات ومصر مثلا يحتذي، وطريقا لمن يريد بصدق ان ينهض العرب، ويؤمن ان استقرار مصر وتقدمها هو السبيل لأي نهضة عربية وهو الضمان للسلام والاستقرار في المنطقة.