أول أمس الاثنين الماضي، كنا نبحر في عرض المجري الملاحي لقناة السويس الجديدة، نشاهد ونلمس علي الطبيعة بكل الشوق والفخر والاعتزاز، الانجاز الضخم الذي حققته العقول والسواعد المصرية خلال زمن قياسي، بالانتهاء من ازدواج القناة لتصبح فعلا وواقعا أهم وأحدث الطرق البحرية العالمية، وأكثرها أمانا علي الإطلاق.

وما شاهدناه ولمسناه خلال الزيارة التي قامت بها كتيبة من الكتاب والصحفيين ابناء «أخبار اليوم» بدعوة كريمة من الفريق مهاب مميش رئيس هيئة القناة، هو في الحقيقة ملحمة مصرية عظيمة من العمل والبناء، شارك في انجازها الشعب المصري كله فكرا وتخطيطا وتنفيذا وتمويلا، لتصبح شاهدا حيا علي عظمة هذا الشعب وقدرته الهائلة واللا محدودة علي البناء والانجاز وقهر الصعاب ومواجهة التحديات.
وخلال العرض المستفيض لما جري وما تم في منطقة القناة،والحوار الذي تلا ذلك بين الفريق مميش وكتيبة المقاتلين بالفكر والقلم والكلمة بقيادة ابن أخبار اليوم المتميز واللامع ياسر رزق، أكد رئيس هيئة القناة علي المصرية الخالصة والكاملة للحدث، ابتداء من ارهاصات الحلم والأمل الذي راود العقول والصدور، وحتي لحظة التبلور كفكرة مكتملة الملامح وقابلة للطرح علي القيادة السياسية، التي أمنت بها وتحمست لها بعد الفحص والتمحيص، ثم ما تلا ذلك من تكليف بالدراسةالمتعمقة والتخطيط الجيد والاعداد الكامل للتنفيذ،..، وانتهاء بلحظة الميلاد علي أرض الواقع كمشروع قائم. والقيمة الكبيرة لما تم انجازه بمنطقة القناة لاتقتصر فقط علي ما يحققه ازدواج الخط الملاحي من زيادة محققة لعائدات القناة ومضاعفتها، بل ان القيمة تمتد إلي ما هو أكبر وأشمل بكثير من ذلك، حيث تشمل تطويرا وتنمية كبيرة وشاملة لمنطقة القناة بالكامل، وتحويلها إلي منطقة جذب استثماري واقتصادي كبير في هذه المنطقة بالغة الاهمية علي الخريطة الدولية،..، بكل ما يحمله ذلك من فرص واعدة لتطور مصري اقتصادي كبير.
لكن الاكثر اهمية من ذلك بكثير هو ان ما تم وما تحقق في منطقة القناة يؤكد للعالم قدرة المصريين علي الانجاز والانتقال بأحلامهم وطموحاتهم إلي ارض الواقع، وتحويلها إلي حقيقة قائمة ومؤكدة،..، أصبحت بمثابة عبور جديد لاستعادة ثقة المصريين بأنفسهم.