‎مما لاشك فيه ان اتمام الاستحاق الثالث لخارطة الطريق بانتخاب برلمان جديد بشفافية ونزاهة شهد لها الجميع ؛ بعد الاستفتاء علي الدستور؛ وانتخاب الرئيس السيسي رئيسا للجمهورية ؛ فاستعادت مصر هيبتها وكبرياءها محليا ودوليا ؛ واكد مصداقية رجلها الاول امام العالم كله وهذا يعيدنا إلي الزمن الجميل وانتخابات 1976 التي أجراها المرحوم/ ممدوح سالم رئيس وزراء مصر ووزير داخليتها ؛ فكان الزعيم الراحل/ انور السادات يباهي العالم انها انزه انتخابات شهدتها مصر منذ عرفت البرلمانات فقد ظهر فيها نجوم البرلمان في عصره الذهبي من المعارضة نجم الصعيد المستشار/ ممتاز نصار والدكتور /حلمي مراد والدكتور/ القاضي وعلوي حافظ وفايدة كامل ونوال عامر والقطبين / خالد محيي الدين وكمال الدين حسين اعضاء مجلس قيادة ثورة 1952 وابوالعز الحريري وكمال احمد واحمد ناصر ومصطفي كامل مراد وغيرهم كثيرون لاتسعفني الذاكرة لذكرهم ؛ ونجوم المنوفية من اهل الشهامة نصر عبد الغفور( منوف) ومحمود شعير( الشهداء) وكمال الشاذلي ( الباجور) ؛ لقد كان برلمانا تفخر به مصر شاملا لكل القوي في مصر جاءوا بإرادة شعبية حقيقية ممثلين لليمين والناصريين واليسار المصري ؛ وسقط فيها رموز كبري في الدولة المصرية بالاضافة لنصف اعضاء الحكومة من الوزراء (14 وزيرا ) اشهرهم الصديق الدكتور/ عبد الحميد حسن وزير الشباب آنذاك رحمهم الله جميعا وطيب الله ثراهم بما قدموه لمصر كان علي رأسه المرحوم/ سيد مرعي رجل الزراعة الاول في مصر نعم كانت مصر، تعيش ازهي ايامها بعد نصر اكتوبر 1973 وافتتاح قناة السويس عام 1975 ؛ وأمة العرب علي قلب رجل واحد.
‎نعم انتخابات 2015 جاءت في ظروف عالمية ومحلية غاية في القسوة فلأول مرة منذ برلمان سعد زغلول باشا 1923 تجري انتخابات برلمانية بلاحزب لملك او رئيس الدولة ؛ تلك مكرمة ومفخرة للرئيس السيسي تضاف إلي رصيده الثري في حب مصر ولم يكتف الرجل بذلك بل اعلن للمصريين والعالم كله ؛ان البرلمان القادم سيحاسبنا جميعا فلأول مرة في مصر ايضا يعلن رئيسا او ملك او سلطان او خديوي او وال علي مصر انه ليس فوق الحساب.
‎نعم هناك سلبيات أعاقت رموزا عظيمة ووطنية من التواجد مثل القائمة المطلقة والمال السياسي ؛ ولكن يكفينا فخرا ان الدولة بأجهزتها المختلفة؛ لم تتدخل لا من قريب او بعيد لصالح تيار او حزب او طائفة معينة ؛ وكان الحياد التام منهجها وامنتها بكل دقة وحرفية.
‎اما اهم ايجابيات هذا البرلمان هي ظهور المرأة والمسيحيين باعداد مقبولة بناء علي رغبة شعبية ؛ فلا منة ولا كوتة او تعيينا لاستكمال وجاهة المجلس وتلك مكرمة من شعب مصر.
‎أما المفاجأة الكبري هي حصان البرلمان الاسود حزب الشباب « مستقبل وطن وحصده لعدد كبير من المقاعد مقارنة بأحزاب تاريخية كحزب الوفد ؛واختفاء حزب النورالسلفي من المشهد اللهم الا من عدد هزيل من المقاعد.
‎الحقيقة الرائعة التي يجب الا ننساها في ظل فرحتنا باكتمال خارطة الطريق هي تقديم الشكر والامتنان لقضاة مصر الشرفاء وتضحياتهم ؛ وقواتنا المسلحة العظيمة وشرطتنا الباسلة...في تحقيق هذا الانجاز الكبير في ظروف محلية وعالمية مضطربة ؛ فالارهاب يضرب كبارها وصغارها دون تمييز فشكرا لهم جميعا وتحيا مصر