لدينا العديد من المراكز البحثية المتخصصة في جميع المجالات الاقتصاد والسياسة والاجتماع وغيرها من النشاط الإنساني، وارتفعت أعداد الجامعات والأكاديميات الحكومية والخاصة ويتبعها العديد من المراكز البحثية والعلمية المتخصصة التي تضم خيرة الباحثين والحاصلين علي الماجستير والدكتوراة في مختلف التخصصات العلمية من مصر والخارج، ولا نسمع أو نقرأ أو نعرف أية نتائج لأعمال هذه المراكز تنفيذا للأهداف التي انشئت من أجل تحقيقها، ولا ندري شيئا عن نتائج الدراسات والأبحاث حتي في أهم واخطر مشكلاتنا القومية والأمنية والاقتصادية والسياسية وأيضا خارجيا وإقليميا، ولا نقدر جهود العاملين في هذه المراكز علي كثرتها وتعددها ولا نعرف سببا لذلك!

علي الجانب الآخر إذا أتتنا أية نتيجة أو مؤشرات لمراكز بحوث أو دراسات لهيئات أجنبية عن إحدي القضايا التي نعاني منها فإننا علي الفور نجد تلك النتائج تتصدر نشرات الأخبار وبرامج الفضائيات والصحف الورقية والإليكترونية وتتسابق كل الوسائل الإعلامية في إبرازها سواء كانت إيجابية أو سلبية وإذا صدر كتاب لمؤلف أجنبي مغمور في الخارج أو محلل سياسي مبتدئ أو مغرض أو باحث من أي مكان في العالم حول قضية أو حدث تملك مصر كل وثائقه وبياناته وربما أبطاله علي الفور تقوم الصحف ووسائل الإعلام بترجمة الكتاب وتفرد له الصفحات وبعناوين مثيرة وبارزة وإشارات بالصفحات الأولي ويصبح كل ما في الكتاب مصدقا غير قابل للتكذيب أو المناقشة.
هل إنتاج الباحثين والمحللين السياسيين المصريين أقل جودة؟ وهل النتائج التي تصل إليها مراكز الأبحاث والدراسات المصرية غير معترف بها لأنها مثلا بعيدة عن المنهج العلمي.. أم هو خطأ من الإعلام المصري.