قرأت في التغطية الصحفية لحفل تخرج طلبة أكاديمية الشرطة وجود عدد من طلبة دويلة قطر بين الخريجين. دهشة صاعقة غمرتني، هل كان ممكنا ان نقرأ عن تخرج عدد من ضباط الأمن الاسرائيليين في ذروة المواجهة العسكرية بين مصر واسرائيل؟، هذا بالضبط انطباعي عن وجود طلبة قطريين، يجيئون ويتعلمون في معاهد مصرية الأمن وعلوم الشرطة لكي يدمروها فيما يلي ذلك. علما بأن المواجهة مع اسرائيل كانت منضبطة، جيش يواجه جيشاً، لكل خططه في إطار قوانين الحروب، شاهدت بعيني كيف كان قادة الجيش المصري يعاملون الأسري بمجرد استسلامهم. أما قطر فتوظف ثروتها الطائلة لتصدير الخراب وتمويل العمليات التي تستهدف ضباط جيشنا وشرطتنا، وتزود الارهابيين في سيناء بأحدث المعدات مع المخابرات التركية، فليتابع أي مصري لديه بعض العقل القنوات القطرية المعادية للدولة المصرية، وقنوات الاخوان التي تنطلق من الدوحة واستانبول، وجود خريجين بين ضباط الشرطة من الأكاديمية يعني ان جزءا من الدولة المصرية ليس بخير، وان بعض الاداء في مواجهة الارهاب وادواته والدول الداعمة له ينحدر إلي درجة العبث واللا معقول، بعض الصحف اشارت إلي تغيب السفير القطري عن الحفل. وكان الأجدر أن تتعجب هذه الصحف من وجود سفير قطري في القاهرة حتي هذه اللحظة وسفير تركي، بعض جوانب السياسة المصرية تجاه قطر وتركيا غامضة، وتبدو فيها ملامح ضعف وخذلان، ربما يقول البعض أن وجود ضباط قطريين بين الخريجين يؤدي إلي وجود عناصر متعاطفة مع مصر في هذه الدويلة. هذا منطق ساذج، اننا نتعامل حتي الآن انطلاقا من مبادئ بالية للعروبة والقومية العربية، هذه مفاهيم يجب إعادة النظر فيها علي ضوء تجارب الماضي والحاضر الكارثية. وجود طلبة قطريين في خريجي أكاديمية الشرطة خطأ فادح في وقت دقيق جدا بالنسبة للدولة المصرية ويشير إلي خلل يجب تداركه حتي لو التحقوا في زمن حكم الإخوان فلماذا لم يستبعدوا؟

لقد اعتدنا أن نري طلبة عربا وافارقة في الدفعات التي تتخرج من الكليات العسكرية. هذا طبيعي جدا في حالة العلاقات العادية، منذ شهور كنت في زيارة إلي الفريق متقاعد عبدالمنعم خليل. وجاء ضابطان من سلطنة عمان لتحيته، كل منهما برتبة عقيد، كانا يدرسان في الأكاديمية العسكرية العليا. بمجرد دخولهما انحنيا ليقبلا يده احتراما. بالمناسبة لا أدري سببا لذلك التباعد الذي أرصده في العلاقات مع سلطنة عمان والتي اتسمت سياستها بالحكمة والتوازن. ولن ننسي انه البلد الوحيد الذي لم يقطع علاقته بمصر بعد قمة بغداد، اما قطر فإنها تلعب دورا رئيسيا في مخطط تخريب وتمزيق الدول العربية ومن يقرأ كتاب الدبلوماسي الليبي القدير عبدالرحمن شلجم عن الدور القطري في تمزيق ليبيا سيجد أمورا ترقي إلي مستوي الجرائم، قطر هي التي تستضيف وتمنح جنسيتها لمفتي الارهاب الذي يصدر الفتاوي التي تحل دماء ضباط جيشنا وشرطتنا، ثم يجيء قطريون ليدرسوا في معاهدنا الشرطية لكي يتقنوا أكثر أساليب تخريب بلادنا.