الملاحظة الاساسية لمن تابع جلسات الحوار الاستراتيجي المصري الأمريكي، الذي انطلق بالقاهرة أول أمس الأحد بعد توقف دام خمس سنوات، هي أن المناخ العام الذي ساد أجواء الحوار كان ايجابيا وجادا، من حيث الحرص البادي من الجانبين علي بحث ومناقشة جميع الموضوعات والقضايا المهمة المتصلة بالعلاقات الثنائية بين البلدين، بأكبر قدر من المصارحة والشفافية.

كان ذلك واضحا بقدر لافت للانتباه من خلال الكلمات الافتتاحية، التي أدلي بها كل من وزير الخارجية المصري سامح شكري، ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري، قبل بداية الحوار، والتي أكدا فيها حرص الجانبين علي دعم وتقوية العلاقات بين بلديهما، انطلاقا من الاقتناع المتبادل بأهمية وضرورة هذه العلاقات، بالنسبة لكلا الدولتين.
وكان لافتا للانتباه أيضا للمتابعين للمؤتمر الصحفي المشترك، الذي عقده الوزيران بعد المباحثات، أن هناك لهجة وتوجها أمريكيا أكثر تفهما لطبيعة الأوضاع في مصر بعد الثلاثين من يونيو، وهو ما يعكس تغيرا واضحا في الموقف الأمريكي عما كان عليه من قبل،...، وذلك بالرغم من تأخر الموقف الأمريكي عدة خطوات عن الموقف الأوروبي العام في هذا الخصوص، حيث أعلنت غالبية الدول الأوروبية وخاصة فرنسا وإيطالياوإسبانيا عن تأييدها الكامل لمصر بعد الثلاثين من يونيو.
وفي هذا السياق نستطيع القول، بأن هناك من الدلائل والمؤشرات ما يكفي للتأكيد علي أن الولايات المتحدة الأمريكية، قد بدأت بالفعل في إعادة النظر في موقفها تجاه مصر، وأنها أخذت بالفعل في تعديل هذا الموقف.
وقد أكد كيري علي ذلك خلال قوله ان هناك دعما أمريكيا لمصر في حربها ضد الإرهاب، وأن هناك بالفعل رغبة حقيقية لتنمية التعاون الاستراتيجي مع مصر علي كل المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية،..، كما أكد ذلك سامح شكري في قوله أن الحوار الاستراتيجي يؤسس لعلاقات جديدة بين الدولتين مبنية علي الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة، وقائمة علي ما ثبت بالفعل من أن مصر هي محور الارتكاز في المنطقة العربية والافريقية ولا بديل عنها في ذلك.
وأحسب أن تلك حقيقة لا يمكن لأحد أن يتجاهلها في أي حوار استراتيجي مع مصر.