الملحمة البطولية الرائعة التي جرت وقائعها في منطقة قناة السويس، طوال العام الذي بدأ في الخامس من أغسطس ٢٠١٤ واكتمل الخميس الماضي السادس من أغسطس ٢٠١٥، بافتتاح المجري الملاحي لقناة السويس الجديدة، في الاحتفال المصري العالمي المهيب والمبهر، هي في ايجاز شديد رسالة واضحة لكل العالم، تؤكد قدرة المصريين علي الانجاز الكبير رغم صعوبة الظروف وشدة التحديات.




هذا الانجاز العظيم الذي تحقق بفكر وجهد وعمل وعرق المصريين في موعده المحدد، رغم اختصار الوقت وضغط مدة التنفيذ إلي عام واحد بدلا من ثلاثة أعوام، هو في جوهره ومضمونه شهادة حية وقائمة أمام العالم كله علي استفاقة مصر من غفوتها وعودتها اليقظة للقيام بدورها وممارسة جهدها وسعيها لاحتلال مكانها ومكانتها الاقليمية والدولية.




ومن حقنا بعد هذا الانجاز الكبير والضخم الذي تم بإرادة مصرية خالصة، وفي ظل ما بذلناه من جهد، ان نشعر بالفخر والاعتزاز بمصريتنا، وان نثق كل الثقة في قدرة هذا الشعب العظيم علي العطاء اللامحدود، والإبداع غير المسبوق، إذا ما اعطي الفرصة المناسبة والقيادة الصالحة المعبرة عن إرادته الحرة واختياره الصحيح.




ومن واجبنا الان، ان نؤمن بقدرة الشعب المصري علي تجاوز كل العقبات وقهر كل الصعاب للوفاء بما تعهد به وتحقيق ما التزم به، والعبور بوطنه ودولته إلي المستقبل الأكثر إشراقا بإذن الله، مسطرا صفحات جديدة في إسهاماته المستمرة في البناء والتشييد، ليس لمصر فقط بل للعالم كله.




وفي ظل هذا الذي تحقق علينا الادراك الواعي بأننا قد وضعنا أقدامنا علي بداية الطريق الصحيح، وانجزنا بنجاح والحمد لله خطوتنا الأولي نحو المستقبل الذي نسعي إليه تحقيقا لطموحات شعبنا المشروعة في بناء الدولة المدنية القوية الحديثة التي تقوم علي الديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان.




«وللحديث بقية»