أكاد أراك وأنت تتساءل: ماهو الجديد في الحفرة التي يمكن ان أكتب عنها.. خاصة أن شوارع مصر كلها حفر.

الحفرة التي أريد أن أتحدث عنها تجسد في رأيي حال المحليات في مصر، ومدي حالة التردي والتراجع التي وصلت إليها.. هذه الحفرة علي بعد خطوات من حي الدقي، يعني يراها سعادة رئيس الحي عدة مرات في اليوم الواحد.. الشيء الثاني انها لا تقع في حارة، أو في شارع فرعي بل تقع في شارع من أعلي الكثافات المرورية خاصة بعداجراء تعديلات وتحويل مسارات جعلت المرور من شارع الحفرة ـ هكذا سماه سائقو الميكروباص ـ أمرا لابديل له.. ولم يعد غريبا أن ينادي السائق علي الزبائن: مين نازل الحفرة؟!
بمجرد اقترابك من الحفرة لابد ان تهدئ من سرعة سيارتك وتجتهد في تحديد أي مسار سوف تسلك بحيث تخرج من الحفرة بدون كسر المساعدين، أو كسر عفشة السيارة، أو حتي إصابة أسفلها.. وبالتأكيد سوف تنال نصيبك من الأذي.
للأمانة رئيس حي الدقي عمل اللي عليه، استقدم خبراء من اليابان، ومن ألمانيا ولم يفته الاستعانة بالخبرة الصيني لمحاولة معرفة سر فشل كل محاولات اصلاح الحفرة التي ماإن يتم اصلاحها ليلا حتي تمتلئ نهارا بالمياه ـ مياه شرب علي صرف صحي.. وتفشل معها محاولات الرصف.. مرة بكسر الحجارة من سيارات البناء المصادرة، ومرة بناتج الحفر ممزوجا بالزبالة.
النتيجة: حاجة تكسف، وتحزن علي حال حي كان ضمن الاحياء الراقية، ولكن محافظ الجيزة قرر أن نكون جميعا سواسية في العيشة النكد.. وتكون الجيزة كلها عشوائية.