المفهوم الصحيح للحوار الاستراتيجي انه يستهدف دعم التعاون في جميع المجالات بين الدول وأن تقوم ركائزه علي احترام الأمن والاستقرار والمصالح الوطنية. في هذا الاطار من المفروض ان تتركز اهداف مباحثات اليوم الواحد لهذا الحوار الاستراتيجي الذي دار بين مصر والولايات المتحدة برئاسة كل من سامح شكري وزير الخارجية المصري وجون كيري وزير الخارجية الامريكي. حول هذا الشأن يدور التساؤل كيف يمكن ان يكون هناك حوار استراتيجي بهذا المعني بينما يستمر تحالف واشنطن مع جماعة الارهاب الاخواني التي اعلنت بالقول والتحريض تبنيها للعمليات الارهابية الموجهة ضد الشعب المصري ومنشآته والتي ادت الي سقوط مئات الضحايا والحاق الخسائر بممتلكات الشعب المصري. ليس خافيا من هدف هذه الحرب الارهابية سوي الاعتراض علي ثورة وإرادة غالبية الشعب المصري الذي رفض ان تحكمه هذه الجماعة بعد اكتشاف خيانتها وعمالتها للقوي الخارجية ضد المصالح الوطنية. بداية فإن مصداقية هذه المباحثات مرهونة بالموقف الحقيقي المخلص الذي يتجاوب والمبادئ التي تروج لها الولايات المتحدة عن الديمقراطية واحترام ارادة الشعوب وهو مايفضحه استمرار علاقاتها مع الجماعة الارهابية. هل هذه هي الديمقراطية التي تؤكد واشنطن كل يوم انها لابد ان تكون تفعيلاً لخدمة مصالحها المرتبطة بالمصالح الاسرائيلية جذريا قبل أي شيء آخر. كيف بالله يمكن القبول بهذا التناقض بين الاعلان الامريكي عن مكافحة الارهاب وتبنيها لهذا الموقف تجاه جماعة الارهاب الاخواني.. قد تعتقد الادارة الامريكية انها قد خطت خطوة ايجابية لصالح هذا الحوار والاقتناع به بافراجها عن بعض صفقات السلاح لمصر والتي يتم تفعيلها وفقا للاتفاقات الموقعة بين البلدين والتي يجب احترامهاوعدم استخدامها في ممارسة الضغوط والابتزاز.

كم أرجو أن تكون الولايات المتحدة علي قدر المسئولية التي تفرضها عليها مركزها كدولة القطب الواحد. هذه المسئولية مطالبة بالحفاظ علي ماتقضي به المواثيق والعدالة الدولية وما يتطلبه قيام علاقات سوية بينها وبين الدول الأخري. عليها ان تعترف بأنها خسرت رهانها علي جماعة الإرهاب الإخواني التي أصبحت عدوة للشعب المصري ولكل شعوب منطقة الشرق الأوسط بعد انكشاف تضليلها وانحرافها وتآمرها وتبنيها للتضليل والخداع والتدليس. ليس من وسيلة لعودتها إلي الطريق الصحيح سوي الإعلان عن موقف واضح وصريح من الإرهاب الذي تمثله جماعة الإرهاب الإخواني.