رجعنا إلي اناشيد سيد درويش،صفر علي، وما أبدعه الشيخ امام مع احمد فؤاد نجم، وما جادت به قريحة الابنودي العبقري الشعبية
من البداية للنهاية وما تخللهما، من احداث سياسية كبري، واحداث شخصية كنت دائما ما أعرف كيف تكون البداية، وأجهل النهاية وفي اي المواقف ارفع الراية بيضاء بسوء، او من غير سوء،حساب السوء عندي كان لايمس شخصي لكن السوء ما يمس الوطن، إنه الحدث الذي يدغدغ ويهز سنين عمري وتعبير امي رحمة الله عليها «الوطن زي الضنا» أغلي بمراحل كثيرة من الضنا..البداية تكاد تكون عندي واضحة..احترت واحتار دليلي في كيف تكون النهاية.. متي ترفع الراية البيضاء،ليس بمعني رفعها للهزيمة، ولكن للتأمل والعبرة، والنظر إلي الخلف قليلا،ما كنت افكر ان الزمن سيفرض رايته البيضاء رغما عني.. في الايام الاخيرة رسم الزمن هذه النهاية.. ديسمبر 2010،داعبني بطريقته ودائما ما كنت اتقبلها، قدر الله وما شاء فعل، وعكة اوقفتني علي باب الرعاية المركزة بالمجمع الطبي العسكري بكوبري القبة في غرفة الرعاية الفائقة لا يقابلني ولا أقابل احدا..الخبر بالاشارة من خلف زجاج صامت وعليك ان تفسر اللغز كما تهوي نفسك.. لحظة ابصرت حفيدي يبتسم،عيناه بهما كثر السؤال.. اشفقت عليه، ناديته فاقدم.. قامت الثورة في يناير 25 من عام 2011..خذلك الزمان يا جدي بين جدران زجاجية وسلك خبري مقطوع، صفحات جرائد لا تحكي شيئا.. ثورة شباب التحرير، بادرته سائلا واين موقعك منها،قال نحن وزملائي في النادي نذهب إلي ميدان التحرير نشارك، لا نقاطع لا نخاف ولا نهاب، نرفع مع الكل صورة ناصر.. نردد اناشيد الخمسينيات والستينيات.. رجعنا إلي اناشيد سيد درويش،صفر علي، وما أبدعه الشيخ امام مع احمد فؤاد نجم، وما جادت به قريحة الابنودي العبقري الشعبية.. اصبح الابنودي مع صفر علي مع نجم مع بيرم الكل هنا في واحد، حتي ان هناك شعراء جددا تأثروا بالثورة وانشدوا شعرا وطنيا خالصا لم تبدعه 25 يناير.. شعرجاء من كل وجدان عميق، لخبط وخربط أحلام الشباب الصغير.. امور ثلاثة لم يستطع واحد منهم بسنين عمره، الحديثة ان يختار منها أو يفرق، بين من هو الطابور الخامس ولا معناه،ولا من هو الطرف الثالث، كل ما في الامر اننا رأينا الشباب يتساقط فوق الاسفلت،برصاص من الخلف ولا نعرف من القاتل..راح من ادمغتنا مفهوم الثورة،لم يعد منه الا مسلسل قتل وسحل وترويع.. قنابل مسيلة للدموع..في اليوم التالي نري الشباب يترجم حادث الامس،الي جرافيتي علي حوائط الشوارع التي دارت، فيها الاحداث، لو كان للثورة مفكر لسجلت كل هذه الخطوط الجرافيتية وتصبح جزءا من تاريخه ونضاله مفعمة بالمعاني الكبيرة والساقطة والرذيلة.....فرحنا بالثورة وصدمنا في افرازاتها ومن قفز علي سدة الحكم بعدها روعنا في مصر بصورتها تحت حكم عملاء دمويين.. وكان لابد من وضع يهز الوجدان..خرج قائد من جيش مصر، تلمس الخطر،احسه،رصده،الوطن لا محال إلي ضياع..عزل الحاكم الذي جاء علي اسنة الرماح للقتل والسحل علي الاسفلت... القائد استنصر الشعب فنصره وراح يستغيث به من الطرف الثالث وحروب الجيل الرابع والطابور الخامس.. لاول مرة في التاريخ تخرج الشعوب مادة يدها باربعة وثلاثين مليون مواطن..زلزال ثوري.. وصف بأنه اكبر حليف لثورة يناير التي لم يكن لها عندي دليل مقدر ولا حسمت فيها موعدا لرفع راية بيضاء ينم عن انتصار وليس عن هزيمة.. تجمع الرموز الوطنية والدينية والسياسية والاقتصادية ليضع شعب مصر خطة طريق علي محاورثلاثة،دستور من لجنة خمسينية ترشيح رئيس وانتخابه.. مجلس برلماني يمثل كل الامة رغم اختلافي..الشديد مع مسمي المستقلي