هي بداية طيبة للعام الجديد علي كل حال... أن تصدر محكمة (بولاق أبو العلا) أول أمس الحكم ببراءة الروائي أحمد ناجي، من تهمة خدش الحياء العام، والنيل من قيم المجتمع، بسبب نشر فصل من روايته (استخدام الحياة) في جريدة أخبارالأدب في العام الماضي.. بداية طيبة للعام ولحرية التعبير، ولكل المنكوبين في حرياتهم، برغم أنه في نفس التوقيت، صدر الحكم النهائي علي الباحث إسلام بحيري بالسجن لمدة عام، وتمت إحالته بالفعل إلي سجن طرة، بتهمة إزدراء الأديان...
لا أريد أن أفسد بدايه العام، ولا أن أفسد براءة أحمد ناجي، لولا أنها بصورة أو بأخري (ليست دليلا ساطعا علي الحرية والعدل) بقدر ما هي محاولة للتعويض عن حجم التعدي علي الحريات هذه الأيام، ومحاولة للتخفيف من غضبة المثقفين بسبب حبس الباحث إسلام بحيري... حصل أحمد ناجي علي البراءة، انتصارا للخيال ولحرية الإبداع كحق دستوري، ولعدم دستورية محاكمة المبدع بقانون العقوبات، أو كما قال (ناصر أمين) محامي ناجي، إن محاكمة الأدباء إرهاب، فالقانون لا يحاكم إلا الواقع والوقائع، أما الخيال فهو مجال الأدب والأدباء، وهو ما يناقشه النقاد والمتخصصون والمبدعون، ولهذا استمعت المحكمة إلي شهادات الروائي صنع الله إبراهيم، والناقد د. جابرعصفور، والكاتب محمد سلماوي، وسط حملة إعلامية شعارها (لا لمحاكمة الخيال) ولعل براءة أحمد ناجي أو براءة الخيال... تستوجب ضرورة إعادة النظر في المنظومة التشريعية المضادة للحريات، وضرورة العمل علي إسقاط قانون إزدراء الأديان، والذي لا تعرفه أي بلد في العالم، ولا يعرفه التشريع الإسلامي نفسه، بحسب رأي د.سعد الهلالي أستاذ الفقة المقارن بجامعة الأزهر.