احسب ان العام الجديد الذي مازلنا نخوض في بداياته الآن شهد توافقا عاما بين كل المصريين، علي حزمة من الآمال والطموحات العامة، يتضرعون إلي الله عز وجل ان يوفقهم لتحقيقها والسعي للوصول اليها خلال عامهم هذا، بحيث يستطيعون تحويلها إلي حقيقة علي ارض الواقع.
ويأتي علي رأس هذه الحزمة من الأمنيات العامة دون شك، ان يكون العام الجديد عاما للانطلاق في التنمية الاقتصادية الشاملة علي جميع مستوياتها الزراعية والصناعية والعمرانية، مصحوبة ومستندة علي خطة جامعة للتنمية البشرية تقوم علي تدريب وتأهيل الخريجين الشباب لسوق العمل طبقا لاحتياجات هذا السوق.
ويتواكب مع هذا ويساويه في الاهمية القصوي، ان يكون العام الجديد عاما للانتصار علي الارهاب والقضاء علي فلوله وبؤره، بحيث يتم تطهير ارض الكنانة منه واستئصال جذوره منها تماما.
ويطمح المصريون أن يشهد العام الجديد انعقاد البرلمان خلال الأيام القليلة القادمة، ايذانا بالسير الحثيث علي طريق استكمال بناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة، القائمة علي المساواة وحقوق الانسان والعدالة الاجتماعية وسيادة القانون.
وإذا كانت هذه هي الآمال والطموحات التي توافقنا عليها جميعا ونتمني تحقيقها في العام الجديد، فمن الضروري أن ندرك بكل الوعي انها لا يمكن ان تتحول إلي حقيقة وواقع دون جهد وعمل مكثف ودؤوب،..، وان تلك هي الوسيلة الوحيدة لتغيير الواقع إلي الافضل، بالنسبة للافراد والشعوب والدول كذلك.
وفي هذا علينا ان ندرك باليقين ان احدا لن يستطيع ان يغير من واقعنا إلي الافضل، الا اذا غيرنا جميعا من انفسنا، وبدأنا الآن وفورا في الايمان بقيمة العمل، باعتباره الوسيلة الوحيدة والصحيحة لتغيير الواقع، وتحقيق واقع اجتماعي واقتصادي اكثر نموا ورخاء.
وقد اكدت قبل ذلك وأعود واكرر اليوم بأننا يجب ان نعمق ونرسخ قيمة العمل في المفهوم الثقافي المصري، وأن نركز علي ذلك باستمرار في نطاق الأسرة والمدرسة وجميع الأماكن، بحيث نزرع هذه القيمة في نفوس وعقول الابناء الصغار، وأن يؤمن الجميع بأن العمل هو وسيلته للنهوض والتقدم واثبات الذات.
نريد ان نرسخ هذه القيمة في نفوس الجميع دون استثناء، وخاصة الاجيال الصغيرة والشابة، حتي يصبح الانضباط والجدية في العمل وفي السلوك العام هو الاساس وان تكون الكفاءة والجودة هدفا للجميع،...، وهذا لن يتم دون المساواة والعدالة التامة والناجزة وسيادة القانون، والتطبيق الحاسم لمبدأ الثواب والعقاب، والقضاء التام علي جميع مظاهر الاهمال والتسيب والفساد.
فهل نستطيع أن نفعل ذلك،..، ونقدر عليه؟!