إستطاع إيرني زيلنسكي أن يستفز فضولي لاقتناء كتابه المترجم إلي العربية بعنوان «الكسل.. اعمل أقل تنجح أكثر».. والكاتب مهندس أمريكي يعمل مستشارا ومحاضرا في الإبداع والأفكار المميزة.. يري إيرني أن كل الكادحين يموتون فقراء مع أنهم يعملون ليل نهار.. ونظريته في تحقيق النجاح بالكسل تقول.. عمل أقل + تفكير أكثر= نجاحا أكبر.. وهو لا يعني بالكسل الاتكالية غير المنتجة التي يمثلها العاطلون.. وإنما الكسل المنتج المبني علي التفكير والتخطيط قبل العمل والتنفيذ.. هو لا يريد للإنسان أن يكون آلة بشرية تتجرد من مشاعرها وعواطفها ووجدانها في سبيل الحصول علي المال والاستماتة في جمعه.. بينما يمكن الحصول علي الكثير منه بالعمل القليل والتفكير الطويل.
الكتاب يقاوم نمطية العمل المقولبة في إطارات زمنية جامدة.. ويرفض سطوة العمل البيروقراطي المتسمة بالانضباط والتي تمثل في النهاية بطالة مقنعة.. كما يرفض الاستماتة في العمل والتهالك علي جمع المال.. وفي هذا الصدد يورد قصة هنري فورد صاحب شركة سيارات فورد العالمية عندما استعان بخبير لتحديد أداء الفاعلية بشركته فقدم تقريرا إيجابيا.. إلا أنه أبدي تحفظه علي أداء أحد الموظفين وأشار إليه بقوله.. ذلك الموظف الكسول سيهدر مالك لأني في كل مرة أمر علي مكتبه أراه قابعا علي كرسيه رافعا رجليه علي الطاولة.. وهنا قال فورد.. هذ الموظف أنقذنا من خسارة محققة بفكرة وفرت لنا ملايين الدولارات.. وحين جاء بها كانت قدماه علي الطاولة كما هي الآن!
الكتاب يسعي لتأصيل منهج تصوفي إداري إيجابي.. هو محاولة لإنقاذ الإنسان من إدمان العمل.. من العبودية الاختيارية التي يفرضها البعض علي أنفسهم وهم لا يدرون أنهم قد باتوا وقود آلتها التي تدور بهم كما الرحي.. لتذرهم إلي حيث لا يستطيعون العودة للوراء ولو للحظة واحدة.
في آخر الكتاب يلفت إيرني النظر إلي أهمية قاعدة 90-10 التي يصفها بالسلاح الذهبي.. والتي سأتناولها في المقال القادم.. وبالمناسبة.. الكسالي الذين أثارهم الفضول.. سيلجأون إلي جوجل عبر الإنترنت ليحدثهم عنها بإسهاب.. أما الآخرون فقد يشقون للحصول علي الكتاب وقد لا يجدونه!!