مع تواصل جهود وزارة الداخلية لحل مشاكل المرور، لا يزال الانضباط المروري غائباً مع ارتفاع نسبة الحوادث وأصبح الانسان المصري غير آمن علي حياته وحياة أسرته ويعتبر كل رحلة قيادة سالمة هي إفلات من قدر محتوم».
وفي هذا المجال أريد أن أعيد طرح بعض النقاط المهمة راجياً أن تكون ذات فائدة أولاً: حول مرضي النوم النهاري الذي يصيب السائقين ذوي السمنة المفرطة. اثبتت الإحصاءات في الولايات المتحدة الامريكية ان اكبر نسبة لحوادث التريللات بسبب السائق الذي يعاني من السمنة التي يصاحبها الشخير الليلي اثناء النوم حين يتوقف النفس لمدد اطول ومعدلات أكثر من الشخص الطبيعي مما يسبب نقصاً في اكسجين الدم وزيادة في ثاني أكسيد الكربون مما ينتج عنه يقظات متكررة ونوماً متقطعاً مما يؤثر علي يقظة السائق نهاراً وتنتابه نوبات من النوم النهاري لتهاجمه أثناء القيادة خاصة في المسافات الطويلة لتكون النتيجة معروفة.
ولذلك المرض اقيمت معامل النوم. والحل هو فحص السائقين «السمان» وعمل تحليل لغازات الدم لكل من يتجاوز وزنه المائة كيلو جرام، كما يجب ان تنص الشهادة الطبية التي تقدم لاستخراج رخصة القيادة علي ان «السائق لا يعاني من السمنة المفرطة والنوم النهاري».
ثانياً: شهادة صلاحية للإطارات.. وعلي الفنيين تقدير العمر الافتراضي للاطارات وكذلك المسافات المسموح بها بالسير (عدد الكيلو مترات) ويتم ذلك عن طريق تقديم فاتورة شراء الإطارات مدون عليها عداد المسافات للسيارة وتاريخ الشراء ضمن اوراق التسيير، مع وضع رقابة علي الاطارات المستوردة وفحص تاريخ الانتاج حتي لا تكون مخزنة في بلد الصنع. وكلنا نعرف الكاوتش الماسح والرقع التي توضع داخله خاصة في سيارات الأجرة والميكروباصات وما يحدث من انفجار وانقلاب السيارة.
ثالثا: خفض مدة صلاحية رخصة القيادة من عشر سنوات الي خمسة او تقديم شهادة صحية بعد خمس سنوات تفيد صلاحية السائق للقيادة خاصة امراض العيون كالمياه البيضاء وأمراض الشيخوخة - فكيف نفحص السيارة كل ثلاث سنوات ولا نفحص الانسان كل خمس سنوات!
رابعاً: تطبيق نظام النقاط حيث لا يبدو أن الغرامات المالية تردع المخالفين اما سحب رخصة القيادة لمدد متفاوتة وما يتبع ذلك من تعطيل مصالحه سيكون عقاباً حاسماً.. طبعاً تسحب الرخصة عند الوصول لعدد من النقاط المحددة.. هذا بجانب الغرامات المالية والعقوبات السالبة للحرية.
خامساً: الاكثار من الدوريات المتحركة لأن راكبي الدراجات البخارية من رجال المرور هم وحدهم الذين يستطيعون رصد وتعقب المخالفين.
سادساً: الإسراع بازالة المطبات الاصطناعية العشوائية مع منع كل من هب ودب من وضع الاقماع امام منزله او دكانه واعتبارها مخالفة يعاقب عليها القانون لانها انتزاع لحقوق الغير. وادعو رئيس حي مصر الجديدة ان يتنازل ويزور منطقة الكوربة بالقرب من مستشفي شهير هناك ليري الفوضي بعينها وليري ايضاً كيف تجرأ أحد كبار رجال الاعمال بإحاطة قصره المنيف باعمدة حديدية زرعها في الاسفلت وأوصلها بحبال للتحكم في وقوف السيارات امام قصره الممتد لمسافة طويلة مخرباً اسفلت الطريق.
سابعاً: اما عن النقل الثقيل فثالوث أزمة المقطورات: الاحمال الزائدة وسوء الطرق وإهمال السائق. وتتسبب الشاحنات في نحو ٤٠٪ من إجمالي حوادث الطرق ونسبة ضحايا تصل الي ٥٠٪ بجانب المصابين والمشوهين في هذه الحوادث. ولنا أن نتصور تريللات او مقطورات تحمل عشرات الاطنان المخالفة وهي تسير بسرعة حتي تصل الي هدفها قبل منتصف الليل حتي لا تدفع غرامة الاحمال الزائدة مرة أخري في اليوم التالي.. ماذا يحدث لهذا الجبل المتحرك اذا لا قدر الله تعرض لحادثة.
ثامناً: اما عن المشكلة الكبري وهي الميكروباصات فإنه لا يمكن ان نتجاهل البعد الاجتماعي، فكل سيارة يعمل عليها - سائقان وتباعان في ورديتين خلاف مالك السيارة، اي ان السيارة الواحدة تعد مصدر رزق لخمس أسر وهي وسيلة هامة للنقل لكن المشكلة في السائق لذلك اقترح ان تعقد دورات تثقيفية تعليمية يلقن من خلالها هذا السائق آداب وقواعد المرور والسلوكيات الراقية واحترام الطريق ومن يسير عليه راكباً أو مترجلاً وأن تكون هذه الدورات إجبارية ولا يعطي ترخيص القيادة بدون تقديم هذه الشهادة التي تفيد اجتياز هذه الدورة.
تاسعاً: أشير إلي عشوائية المخالفات في بعض الاحيان