وأنا أيضا من المعجبين بالدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، بخطواته الإصلاحية الجذرية، من أجل أن تستعيد جامعة القاهرة مكانتها وجدارتها المستحقة.. قدرته علي المرجعة وإعادة النظر وتصويب الخطأ، دون عناد ولا مكابرة.. شجاعة المواجهة والتصدي لكافة الصعوبات والتحديات.. وحرصه علي استقلال الجامعة وممارسة دورها التنويري... بعد قراره الشجاع بمنع المنتقبات من التدريس في الجامعة (والذي فتح عليه جبهات المتشددين داخل الجامعة وخارجها) كان قراره بمنع المنتقبات أيضا من مستشفيات الجامعة (قصر العيني والوحدات التابعة له).... ثم كان قراره المهم بمنع التدريس بالملازم داخل الجامعة، والإلتزام بالكتاب الجامعي، في مواجهة فعلية مباشرة مع مافيا الملازم، المتحكمين فعليا ومنذ سنوات بالعملية التعليمية في الجامعة...!
...وفي خطوة شجاعة أخري، ليست فقط دفعا للظلم، ورد الحق لأصحابه، ولكن دفاعا عن استقلالية الجامعة، ورفض التدخل الأمني في الشأن الجامعي، ورفض تدخل وزارة التعليم العالي في قرارات الجامعة وقوانينها... أصدر د.نصار قرارا هذا الأسبوع بسحب الإنذار الذي أرسلته كلية الآداب في 1فبراير الحالي، إلي الدارسة خلود صابر المدرس المساعد بقسم علم النفس بكلية الآداب، وعضو حركة 9 مارس، لتقطع دراستها لمنحة الدكتوراة من جامعة (لوفان) في بلجيكا، وتعود إلي القاهرة، بعد أن رفضت الإدارة العامة للاستطلاع والمعلومات بوزارة التعليم العالي (المعنية بشئون الأمن) حصول الطالبة علي المنحة!!... سحب د. جابر نصار الإنذار المرسل إلي خلود صابر (وكأن شيئا لم يكن) لتستمر في منحتها العلمية، وأصدر قرارا آخر بصرف كافة مستحقاتها المالية التي سبق إيقافها، في خطوة تصحيحية تتجاوز رفع الظلم عن الباحثة، إلي الدفاع الواجب عن استقلال الجامعة وحريتها العلمية.