هل كان من المفترض الصفح عن أرتورو فيدال بعد الحادث المروري الذي تعرض له إثر قيادته مخمورا؟..وهل كان نيمار يستحق الإيقاف لأربع مباريات بعد طرده في نهاية مباراة كولومبيا؟.

ربما تكون هذه أبرز الأسئلة التي ترددت في الأذهان أو حتى خلال حوار بين المهتمين بكوبا أمريكا المقامة في تشيلي، بعد انتهاء أول أدوارها، فقد أصبح الحادث المروري الذي تعرض له أرتورو فيدال، وطرد البرازيلي نيمار وايقافه لأربع مباريات أبرز القضايا المثيرة للجدل خلال مرحلة المجموعات من البطولة الأعرق.

وتعرض فيدال ليلة الثلاثاء 16 من يونيو لحادث مروري تحطمت على إثره سيارته، وكانت نتائج اختبار الكحوليات ايجابية، وأمضى الليلة قيد الحبس، وبعد ساعات صفح عنه خورخي سامباولي المدير الفني للمنتخب التشيلي، وعاد اللاعب إلى معسكر المنتخب كما لو أن شيئا لم يكن، وبالنظر لكونها صاحبة الأرض والضيافة، فإن الصفح عن فيدال كان على رأس الموضوعات التي يتناقشون فيها، حيث إن البعض أكد على ضرورة الاعتماد على اللاعب في صفوف المنتخب على أمل تحقيق أول لقب لتشيلي في البطولة، وفي المقابل، هناك من انتقد قرار المدرب، وهم قليلون، حيث إنهم يعتبرون أنه يعطي مثالا سيئا للشباب، ووصل الأمر إلى نقاشات السياسيين، إلا أن استطلاعات الرأي التي أجرتها القنوات التلفزيونية كشفت أن غالبية التشيليين يؤيدون العفو عن فيدال.

في اليوم التالي، لحادث فيدال، الأربعاء الموافق 17 من الشهر الجاري، طرد نيمار في نهاية مباراة كولومبيا في ثاني جولات المجموعة الثالثة بعد أن ضرب نيمار بالكرة المدافع بابلو أرميرو، قبل أن ينطح خيسون موريو ليقوم كارلوس باكا بالتدخل ودفع المهاجم البرازيلي، ليتقرر ايقاف اللاعب أربع مباريات.

العقوبة أثارت جدلا كبيرا، من جانب ما إذا كانت متناسبة مع الواقعة، ومدى تأثير غياب نيمار عن مشوار بلاده في البطولة، إذا وصلت للنهائي خاصة بعد أن قرر الاتحاد البرازيلي عدم استئناف القرار، ولكن إثارة الجدل لم تتوقف عند هاتين الحالتين، بل امتد ليشمل التصريح الذي أدلى به أوسكار واشنطن تاباريز، المدير الفني للمنتخب الأوروجوائي، حيث أكد أن أمريكا الجنوبية "متخلفة للغاية مقارنة بأوروبا" في الجوانب التنظيمية، وقد رفض منظمو البطولة أن يسافر فريقه من أنتوفاجاستا، حيث لعب أولى مبارياته، إلى مدينة لاسيرينا في نفس ليلة المباراة، بينما منح لمنتخبات أخرى حرية في الحركة، في اشارة إلى المنتخب الأرجنتيني الذي تمكن من السفر ليلة المباراة، ولكن دون أن يذكره صراحة.

كما انضم إلى الأصوات العديدة التي تنتقد منظمي البطولة لعدم توحيد مواعيد اقامة المباريات الأخيرة من دور المجموعات، فقد ساهم ذلك، وفقا للمنتقدين، في منح الأفضلية للمنتخبات التي تخوض مبارياتها في وقت متأخر، وهي منتخبات بحجم تشيلي والأرجنتين والبرازيل، يضاف إلى ذلك الجدل المثار بشأن خشونة بعض الفرق، حيث تحدث كارلوس دونجا، المدير الفني للمنتخب البرازيلي عن "تدخلات عنيفة" من جانب الكولومبيين في المباراة التي جمعت بينهما في ثاني جولات دور المجموعات، بينما أكد المدير الفني للمنتخب المكسيكي ميجل إيريرا أن مستوى تغاضي الحكام في البطولة يفوق المعتاد..ورغم ذلك، فإن البعض حاول تجنب هذا الموضوع، حيث أكد خوسيه بيكرمان المدير الفني للمنتخب الكولومبي على سبيل المثال أنه لم يتحدث عن التحكيم في المونديال رغم الجدل المثار بشأن فريقه، والان لا ينوي الخوض في ذلك.