انتهت قصة اختطاف الطائرة المصرية بخير والحمد لله. استسلم الخاطف للسلطات القبرصية، وخرج كل الركاب بسلام. أكتب قبل أن تكتمل المعلومات عن الخاطف وما الذى دفعه لارتكاب جريمته. وقبل أن نعرف ما إذا كان الأمر مجرد تعامل مع مضطرب عقلياً، أم أن وراءه أهدافا أخرى.
الأمر الأهم فى الحادث هو التأكد من أن الخاطف لم يخترق إجراءات الأمن بالمطار، لأنه ببساطة ـ لم يكن يحمل متفجرات ولا أحزمة ناسفة أو قنابل حقيقية. ولأن كل ركاب الطائرة أكدوا أن التفتيش الذاتى فى مطار برج العرب قد تم بصورة تفوق فى دقتها العديد من المطارات العالمية.
كنت أتابع الحادث منذ بدايته. وكنت أدرك أنه مادام الخاطف واحداً بمفرده، فإن القضية تصبح تحت السيطرة وكان السؤال هو: لماذا لم يتعامل ضابط الأمن فى الطائرة مع المختطف؟ وأظن أن هذا واحد من الأسئلة التى تنتظر اجابة المسئولين!
الأمر الثانى بالطبع هو كيفية التعامل الإعلامى الرسمى مع الحادث وماوقع من أخطاء، اعتذرت الحكومة عن بعضها مثل توجيه الاتهام للدكتور سماحة!! ولم تعتذر عن البعض الآخر مثل أن يكون هناك صوت واحد يعلن المعلومات الصحيحة، ولايتأخر فى ذلك أو فى تصحيح أية أخطاء تقع بسبب نقص المعلومات عندنا، أو بسبب التربص من جانب «الآخرين».. وقد قدمت ـ كالعادة ـ قنوات الجزيرةالقطرية درساً جديداً فى ذلك، وهى تحاول بكل الوسائل استغلال الحادث للاساءة لمصر بالطريقة «الداعرة» التى تعودت عليها. وأدرك المصريون جميعا مدى حقارتها!!
بالنسبة لنا.. انتهت قصة اختطاف الطائرة المصرية على خير. ولكن فى مناخ استهداف مصر ـ لابد أن نتعامل مع آثار الحادث، وأن نعالج وقبل ذلك ـ كل السلبيات التى رأيناها، وأن نكون مستعدين جيدا لمواجهة الاستغلال السياسى والاعلامى من المتربصين بنا ـ ولمواجهة العهر الاعلامى لـ «الجزيرة القطرية» وأمثالها!!
نحمد الله على أن الأمور مرت بسلام، لكن .. لابد من الاستفادة مما حدث. نحن فى حرب ياسادة، وفي الحروب لايمكن السماح بأى تهاون، ولايمكن بأى خطأ تتحمل مصر كلها تكلفته.. ماحدث سيجهض الكثير مما بذلناه من أجل استعادة السياحة.. فهل ستتم المحاسبة كما ينبغى؟ وهل سيتم إصلاح الخطأ وسد الثغرات أمام اعدائنا كما نرتجى؟!