أفهم أن تتعثر الصحف والمجلات فى مصر أو فى لبنان، نتيجة لصعوبة التمويل، وتفاقم الأزمات الأقتصادية.. لكن أن يحدث ذلك فى الكويت، وتهدد بالتوقف والإغلاق(مجلة العربي) المجلة الثقافية الأهم، فهو ما يحتاج إلى تفسير بالتأكيد.. صحيح أن د.عادل عبد الجادر رئيس تحرير(مجلة العربي) نفى تماما فكرة الإغلاق، الا أنه أكد فى نفس الوقت وجود مشاكل تعانيها المجلة، وأن ما حدث من تخفيض المطبوعة، هو جزء من سياسة الدولة الكويتية في(الترشيد)!!..والكلام بحاجة أكثر الى الإيضاح، كما أن واقع المجلة بحاجة أكبرالى تدخل، فالمجلة تتأخرعن موعد صدورها الثابت أول كل شهر، وتم تقليص الأعداد المطبوعة إلى أقل من النصف، وتوقف الموقع الإلكتروني (وهو من أوائل المواقع الإلكترونية العربية) وتم إلغاء الملتقى السنوي!!.. ليس معقولا أن تضيق الكويت على مجلتها الأهم، ليس مفهوما أن تتخلى الكويت ببساطة، عن مشروعها الثقافي، إلى الحد الذى تعالت فيه أصوات المثقفين بالكويت (أنقذوا مجلة العربي)... الأمر يحتاج إلى تدخل الدولة الكويتية دفاعا عن تاريخها الثقافي، والدور الذى قدمته مجلة العربي(الى جانب مجلات عربية أخري) فى تحقيق التواصل بين الثقافة العربية، على امتداد نصف قرن منذ تأسيسها الأول 1958 فقد كانت(مجلة العربي) منذ بدايتها خدمة قومية ومشروعا ثقافياعربيا، وشارك بالكتابة مختلف الكتاب والمفكرين من العالم العربي.. طه حسين وبدر شاكر السياب ونجيب محفوظ ونزار قبانى ويوسف إدريس والجواهرى ونازك الملائكة..
(د.أحمد زكى أول رئيس تحرير للعربى على مدى 17 عاما، ثم أحمد بهاء الدين لمدة 7 أعوام، ثم د.محمد الرميحى لمدة 17عاما، ثم سليمان العسكرى لمدة 14 عاما، ثم د.عادل عبد الجادر منذ عام).