لانشك لحظة في ضخامة وفخامة ورحابة هذا المشروع العملاق «مترو الانفاق» الذي اخذ مكانه تحت الارض تخفيفا ورحمة بمن يسير فوق الأرض سواء كان مترجلا أو راكبا، فجاء هذا المشروع بضخامته ليضبط الايقاع ويعيد دقات ساعة العمل. التي نحن في حاجة ماسة لها هذه الأيام، لكن أين تذهب تلك الدقات؟! هكذا مترو الانفاق بدأ عملاقا كمدرسة تضبط السلوكيات وتجلب النظام بل وتعلم البعض كيفية المحافظة علي المرافق العامة من خلال مزيج من الاساليب العلمية والأمنية.
فلم يستغرق الراكب وقتا حتي شرب النظام واصبح شخصا مختلفا تماما عما كان عليه فوق الارض.
فحينما رأي أن مجرد لمس الحائط اللميع في الطرقات جريمة، بدأ الراكب يخترق الطرقات في المنتصف مستخدما مهارته الفنية خوفا من أن يلمس الحائط يده فيقع في محظور «محضر الجزاء» وكان لانضباط السلوك وسرعة الحركة تحت الارض النصيب الأوفر من اختراق عقلية الراكب فرأينا انتظامه ورقيه في الوقوف امام شباك التذاكر واستخدام الماكينة في محطتي الاستقبال والوصول، هكذا كان هذا المشروع عملاقا في بداياته حتي انني اقترحت في احد مقالاتي ان يتم استغلال المساحات الفارغة وما اكثرها لنقل بعض المكاتب اليها تخفيفا عن سطح الارض، ظل هكذا منذ سنوات قليلة مضت، فماذا حدث لم يتغير الراكب ولم تتغير العربات ومازلنا نخرج وندخل من نفس الاماكن بل ومازال حجم ولون التذكرة لم يتغير والموظف الذي دخل المترو شابا مع مرور السنين اشتعل رأسه شيبا كل ما نراه ان المنظومة لم تتغير، لكن لو أن الراكب كان له دور فيما وصل اليه حال هذا العملاق لقامت الدنيا ولم تقعد لكن هذا الراكب لم يترك مساحة لاتهامه فهو الذي يحاول تحسين صورة المسئولين بادخال التذكرة في ماكينة الخروج ليفاجأ بمن يأمره بتركها فوق الماكينة والعبور ولم يكن الراكب السبب في ادخال الباعة المتجولين والمتسولين داخل العربات ورغم ذلك لم يقدم الراكب علي عمل محضر جزاء ضد المسئولين لكن اعتقد ان الراكب سيستخدم حقه واقامة دعواه اذا كان هناك اصرار وترصد من احدي المحطات علي استخدام التكنولوجيا التي تستخدم الناس «بالبرميل».