لقد حذرنا كثيراً من الانفلات الإعلامي وتأثيراته الضارة علي مصر وعلاقاتها مع مختلف دول العالم وايضاً علي الداخل المصري واحداث الانقسامات في الرأي بين المواطنين.. ايضاً انفلات وسائل الاتصال الاجتماعي التي اصبحت مصدراً للعديد من الاعلاميين وحواراتهم وما يحدث من اضطراب في الفكر والرأي وتكوين رأي غير صحيح علي ضوء معلومات تتداولها وسائل الاتصال الاجتماعي.
ولا شك أن التباطؤ في إصدار قوانين الصحافة والإعلام وتشكيل المجالس التي حددتا الدستور وراء البلبلة التي تحدث في الاعلام المصري وايضا غياب دور وزارة الاتصالات في تنظيم وسائل الاتصال الاجتماعي والغاء مواقع التحريض والإرهاب والمواقع الإباحية سبب رئيسي فيما يحدث من تداول لعمليات التحريض والارهاب وانتشار المواقع الاباحية التي تؤثر علي الاطفال والاسر المصرية.
ولا أعرف كيف يتصدي بعض الاعلاميين للرأي في قضايا ليست لديهم المعلومات والوثائق اللازمة التي توضح الحقائق ويستولون علي عقول المواطنين فهؤلاء مثل المحرضين تماماً علي العنف والإرهاب لتأثيرهم في أحداث الانقسامات في المجتمع.. وايضاً غياب الخبراء عن التصدي لتصحيح المعلومات لدي قادة الرأي - لذا فإنه علي القنوات الفضائية والصحف الخاصة أن تعيد هيكلة برامجها والمتحدثين فيها وأن تسعي فقط لإذاعة الحقائق وتحليلها لنشر الوعي بين المواطنين الذين يهربون الآن من متابعة بعض الاعلاميين لاصرارهم علي التحريض ونشر معلومات غير صحيحة وهناك البعض منهم لا يستحق 1٪ مما يحصل عليه من الفضائيات بسبب انفضاض المشاهدين عنهم.
مصر الآن غير مصر قبل 25 يناير فالوضوح والشفافية أصبحت لغة التعامل والمواطن اصبح اكثر وعياً في السياسة وامور الحياة واصبح أكثر قدرة علي فلترة ما يوجه إليه من رسائل سواء من الاعلاميين أو المسئولين.. لذا لا يمكن لاحد ان يضحك علي المواطن المصري صاحب ثورتين في 3 سنوات ولا يمكن لاحد ان يغيب وعيه فهو صاحب الحق الاصيل في الحقيقة الكاملة.