عشنا وعانينا التعب والإرهاق وتضييع الوقت لشهور طويلة نتيجة اغلاق طريق وادى النطرون - العلمين قبل بداية موسم الصيف الماضى. جرى ذلك بهدف تطوير وتحديث الطريق فى إطار الخطة القومية التى ستكون لها آثار اقتصادية وسياحية وقومية على مسيرة إعادة بناء هذا الوطن. كانت هذه الخطوة هامة وضرورية خاصة بعد ان كان هذا الطريق قد وصل إلى حالة يرثى لها من السوء والخطورة على حياة مستخدميه.
قبل حلول أجازة شم النسيم بأربعة أيام قررت الدولة ان تدخل الفرحة على النفوس والقلوب عندما قررت السماح باستخدام الطريق بعد انتهاء أعمال الرصف والتوسعة. ونظرا لاننى كان على التوجه فى زيارة سريعة للساحل الشمالى فقد اتصلت بالمهندس عادل ترك رئيس هيئة الطرق للتأكد من صحة قرار افتتاح الطريق.. فأسعدنى بأنه جاهز لاستقبال المواطنين. قال لى ان ما تم القيام به يعد إنجازا كبيرا سوف يوفر الراحة والوقت لمستخدمى هذا الطريق. طلب منى ان أبدى رأيى فيما تم.
للحقيقة ان ما شاهدته ولمسته يجعلنى أقول شتان ما وجدت عليه الطريق وبين ما كان عليه قبل عملية التطوير والتحديث الشاملة. لم أتخيل أبدا أن يكون بهذا الجمال والروعة وما تم مراعاته فنيا وتجهيزا بما جعله أكثر راحة وأمانا. الطريق أصبح ٣ حارات فى الذهاب إلى العلمين و٣ حارات من العلمين حتى طريق اسكندرية القاهرة الصحراوى.
فى نفس الوقت شاهدت عمال ومعدات الرصف تعمل لإعداد طريقين جانبيين لاستخدام سيارات النقل بنفس النظام المطبق فى طريق القاهرة - الاسكندرية الصحراوى. وقال لى المهندس ترك انه من المنتظر الانتهاء من هذه الاضافة لمشروع طريق وادى النطرون -العلمين قبل أول الصيف القادم بإذن الله.
ان الطريق وبعد هذا التطوير الإيجابى لن تقتصر خدماته على رواد الساحل الشمالى وحتى مطروح وإنما سوف يخدم وبشكل أساسى حركة التجارة بين مصر وليبيا وكل دول المغرب العربى. ومن أهم ما لاحظته على جانبى الطريق الممتد لمساحة ١٣٥ كيلو مترا انتشار المزارع التى سوف تجعلها منافسا للمزارع التى حولت طريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوى إلى اللون الأخضر الذى أصبح مصدرا لعوائد اقتصادية هائلة.
الأهم من عملية تطوير وتحديث طريق وادى النطرون - العلمين هو الثقة فى الجهة التى أسندت إليها مهمة تطوير وإدارته. انها وفى اطار هذه المسئولية مطالبة بضرورة القيام بأعمال الصيانة بصفة مستمرة للحفاظ على مقوماته بما يضمن حياة مستخدمى السيارات. فى هذا الشأن أقول ان المواطن المصرى على استعداد لدفع ما يطلب منه من رسوم مقابل أى خدمات تقدم له على الوجه الأكمل وتوفر الراحة والأمان.