فرضية وجود خائن في حادث حلوان، أو الاحتمال الآخر بقيام شخص ما برصد تحركات القوة التي استشهد جميع أفرادها، كلاهما يقود إلي أن ثمة تقصيرا سمح باستمرار الخائن في موقعه، أو الغفلة عن رصد مضاد من جانب الشرطة لمن قام بعملية المراقبة والتتبع من لحظة خروج المغدورين وحتي تصفيتهم.
بُحت الاصوات مطالبة بمزيد من اليقظة الامنية، ورفع شعر التطهير للجهاز الأمني، وضاعت صيحات التحذير من استمرار ذات الاساليب البالية في العمل دون تطوير، وكان درس الرئيس السيسي خلال افتتاح المقر الجديد للداخلية مؤشرا خطيرا علي أن العقلية الامنية مازالت تعمل دون ادراك للمستجدات، أومواكبة آليات متطورة يعتمدها الارهابيون وأرباب الجريمة!
والآن لابد من لحظة مواجهة للنفس داخل كل المستويات بأجهزة الأمن، بعد تورط بعض الفاسدين بالداخلية مع عصابة الدكش، واحتمال وجود خائن في حادث حلوان، فضلا عن تفاقم ظاهرة انفلات الامناء، و.. و.. فالتقييم الموضوعي لابدأن يقود لنتيجة مفادها أن المعركة الرئيسية للأمن مع الارهابيين والتشكيلات العصابية التي تهدد الآمنين، وان الاعلام داعم للأمن في هذه المعركة، ولايمكن أن يكون في خصومة مع الداخلية، وان الاستمرار في اعتماد اساليب عفي عليها الزمن في التعامل مع ملف الحريات تحديدا، يخصم من الرصيد العام للمجتمع، وليس من الأمن أو الاعلام الواعي بالتهديدات المتفاقمة.
مطلوب من كل المعنيين بمستقبل وأمن مصر ترتيب صحيح للأولويات، وقراءة واعية لطبيعة التحدي، ومن ثم رسم مسار العلاقات بين كل المؤسسات، وغير ذلك ترف لانقدر عليه.