الحزن مثل الفرح يخرج أجمل ما في المصريين، يكشف معدنهم الحقيقي وسرهم الشخصي..الحزن المصري يعني المزيد من التكاتف والالتحام، يعني المزيد من الحب والإيجابية...طبعا نجيد البكاء والولولة وممارسة الحزن إلي منتهاه، لكننا نمارس السخرية والضحك أيضا إلي منتهاه...هناك دائما طاقة مفتوحة علي المدي، نافذة للانتظار والأمل...المؤامرة فاضحة، يستهدفون علاقات مصرالخارجية والداخلية، يستهدفون السياحة، ويريدون تخريب مصر للطيران.. فتصبح الشركة الوطنية أيقونة في عيون المصريين..حملة المصريين للتضامن مع مصر للطيران، ليست فقط موقفا عاطفيا، ولا حتي موقفا وطنيا، ولكن موقف في صميم الشخصية المصرية القادرة علي العطاء في المحنة..الكراهية معول هدم، لكن الحب معول بناء..هذا سرالمصريين وطاقتهم علي مواصلة الحياة..
المؤامرة فاضحة، والمعايير مزدوجة..الإعلام الغربي الذي سبق وأقام الدنيا علي مطار «شرم الشيخ» في حادث الطائرة الروسية.. لتتوالي الاتهامات والعقوبات، وحظر رحلات الطيران إلي مصر(حتي من الدول الصديقة) والمطالبة بالتفتيش والمراقبة الدولية لمطاراتنا، والإسراع بأحكام الإدانة، والحملة الشرسة علي الوضع الأمني في مصر..كل ذلك تبدد وتبخر واختلف مع حادث الطائرة المصرية القادمة من باريس..لم يتكلم أحد عن الإرهاب، لم يتكلم أحد عن المسئولية الفرنسية (الفنية والأمنية)عن الطائرة، لم يحدث توقف لرحلات الطيران إلي مطار «شارل ديجول» لم نسمع عن حظر الطيران إلي المطارات الفرنسية.. لم يتكلم أحد عن مشاركة مصر في التحقيقات الفرنسية حول ملابسات الحادث، وحول تفريغ الصندوق الأسود للطائرة..الإعلام الغربي لم يعد ينقصه سوي إدانة الضحايا المصريين!!
وحدهم المصريون يطلقون حملاتهم القوية دفاعا وسلاما لمصر للطيران، معلنين أن استخدام مصر للطيران (وطنية واجبة) أو كما كتب المهندس يحيي حسين (صبح علي مصر...للطيران).