تناقش القمة الحكومية مستقبل العلاقة بين الإنسان والآلات، في دورتها الثالثة التي تعقد تحت عنوان "استشراف حكومات المستقبل"، في الفترة من 9 إلى 11 فبراير الحالي. ويلقي  مدير مركز الاقتصاد الرقمي بمعهد ماساتشوتسش للتكنولوجيا في الولايات المتحدة الامريكية إيريك براينيولفسن، الضوء على مرحلة ما تحل الأجهزة والآلات خلالها محل الدماغ البشري بل وتتفوق عليه، ما يشكل تحدياً كبيراً لمستقبل الوظائف ويشكل هاجساً لكثير من الناس وقلقاً على مستقبل وظائفهم، الأمر الذي يحتم على الحكومات إعادة التفكير في تداعيات ذلك على التطور البشري والمجتمعي بشكل عام بشكل عام.  وفي جلسة نقاشية بعنوان "كيف ستسهم الثورة الرقمية في إعادة رسم معالم الاقتصاد العالمي"، خلال اليوم الأول للقمة الحكومية، يطرح براينيولفسن فكرة تُرجح أن النمو المتسارع لمخرجات الثورة الرقمية سيخلف مشكلة اقتصادية على المجتمعات وليست مشكلة بيئية كما يتوقع البعض،  بسبب تعاظم دور الحواسيب وانخفاض الحاجة لدى الشركات لبعض أنواع الوظائف وبالتالي الاستغناء عن العاملين بها، ولعل الجانب المشرق في هذا التصور هو طبيعة الاختراعات التي سيجلبها الذكاء الاصطناعي للبشر مثل السيارات ذاتية القيادة.  وتتناول الجلسة في مفارقة افتراضية قابلية العقل الإلكتروني الافتراضي للتطور بسرعة أكبر منا نحن البشر، فالمساعد الصوتي يمكنه قراءة كتاب من ألف صفحة في أقل من ثانية ويمكنه تلخيصه وفهم أهم النقاط فيه وحتى مشاركة هذا مع مساعد صوتي آخر .. فهل يمكن البشر أن يفعل هذا بنفس الفعالية، مع الإدراك تماماً أن البشر أذكى من الآلات، لكن المعالج أسرع وأكثر دقة في عمله من البشر. ورغم ان ذكاء الالات والعقل الإلكتروني لا يزال حتى  الآن في المراحل الأولى من الذكاء.  ورغم أن الثورة الرقمية ستحفز الابتكار وستلقى بظلال ايجابية على المبتكرين والمبدعين ورواد الأعمال، إلا أنهم سيحرمون من المشاركة فيها خاصة من يقومون بأعمال يمكن للبرمجيات الحديثة القيام بها بشكل أفضل من البشر.