أيام زمان كنا بنتجمع أنا واخواتي في بيت بابا وماما كل أسبوع..اللي اتجوز مننا واللي كان لسة متجوزش..لكن انتم ايامكم دي بنشوفكم بالعافية...ده حتي سماعة التليفون بتبقى كل فين وفين..مافيش أحلى من أيام زمان.   نستمع إلى هذا في أغلب البيوت المصرية من الآباء والأمهات.. فكان من المقدس لديهم يوم "لمة العيلة"، حيث تقوم كل السيدات والفتيات بالطبخ وتجهيز كل ما يخص اليوم، والرجال بشراء ما يحتاجه هذا اليوم.   و لا تنتهي في هذا اليوم الحواديت والقصص والذكريات، الأمر الذي كان ينجذب إليه الكبار قبل الصغار، وتشعر كل أسرة أثناء انتهاء اليوم بالأستياء من كونه انتهى سريعا، ولكن ما كان يهون عليهم أن الأسبوع التالي هو يوم جديد لــ"لمة العيلة".   وتراجع هذا الأمر في الأعوام الأخيرة فتجد الأم في حالة اكتئاب نظرا لصمتها وقتا طويلا، والأب يلجأ إلى "القهوة" أو أي مكان آخر يلتقي فيه بالأصدقاء ليهون على نفسه، أما الأبناء "كل واحد في حاله".   ويطرح السؤال نفسه، يا ترى ما الأسباب التي أدت إلى اختفاء يوم "لمة العيلة"؟                                                          قالت "أميرة"  مشاغل الحياة الكثيرة، حيث أصبح العمل في جميع الأوقات، ولا يوجد الوقت الكافي لرؤية الأهل. وأيدتها "أسماء" مضيفة أن ربما أيضا وفاة الجد والجدة، والحزن عليهم مدة طويلة، قد ينسي البعض هذا اليوم. و أضافت "رضوى" الإنشغال بالذات، و تفضيل المصالح الشخصية على الاجتماع بالأسرة مما يؤدي إلى ضعف العلاقات بين أعضاء الأسرة الواحدة، وربما السعي وراء المال، كل هذا يؤدي إلى ختفاء العادات والتقاليد القديمة.   وقال "محمد" الظروف الاقتصادية قد تغيرت، ويحتاج الشاب للعمل بأكثر من وظيفة، أو العمل بمواعيد إضافية، محاولا أن يزيد إمكانياته ليتمكن من تجهيز نفسه، هذا الأمر الذي يجعله ينظر للأمور بتحديد الأولويات.   وقال "أحمد" اختلاف مواعيد العمل، فكان قديما يوم الجمعة هو أجازة رسمية لكل الأماكن الوظيفية، ولكن الآن تختلف، فليس هناك أجازات واحدة أو ثابتة، الأمر الذي يجعل من المعقد الاجتماع في وقت واحد