«بدائل أمريكا» .. رحلة تركيا نحو الشرق من أجل حلفاءٍ جدد

دونالد ترامب ورجب طيب أردوغان
دونالد ترامب ورجب طيب أردوغان

بعد أن فضلت قسًا عليها كما اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رأى الرئيس التركي أن على بلاده البحث عن حلفاءٍ جددٍ عوضًا عن واشنطن، التي أنزلت سهام عقوباتها صوب تركيا فأصابت العملة التركية «الليرة» في مقتلٍ، وأدت إلى فقدانها 40% من قيمتها.

أردوغان قال إن تركيا تخوض حربًا اقتصاديةً، ولكنها لن تخضع للتهديدات الأمريكية، مشيرًا إلى أن بلاده بصدد البحث عن حلفاء جدد بمنأى عن الولايات المتحدة، فمن يكون الحلفاء المحتملون لبلاد الأناضول؟

الاتحاد الأوروبي باتت أبوابه موصدة أمام تركيا ورئيسها أردوغان، خاصةً في ظل وصول مفاوضات انضمام تركيا للتكتل الأوروبي إلى طريقٍ مسدود، وتنامي الخلافات بين الرئيس التركي وقادة أوروبيين، وعلى رأسهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ليكون الخيار الأمثل لبلاد الأناضول التوجه شرقًا، والبعد عن المعسكر الغربي.

إيران

ومن بين الخيارات المطروحة أمام الرئيس التركي تبدو إيران إحدى الخيارات المتمتعة بحظوظٍ وفيرة، لإقامة علاقات بناءة مع أنقرة، في ظل العداء الأزلي بين الولايات المتحدة وإيران، والذي ترسخ أكثر مع قدوم ترامب لسدة الحكم في الولايات المتحدة، وثبت مع انسحاب الرئيس الأمريكي من الاتفاق النووي الذي أبرمه سلفه باراك أوباما مع طهران رفقة خمسة بلدان من القوى التقليدية في العالم (روسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين).

وعلى الرغم من الخلافات التركية الإيرانية حول قضايا رئيسية، وعلى رأسها الموقف من القضية السورية، حيث يدعم كل طرفٍ أطرافًا متناحرة في الأراضي السورية، فتدعم طهران قوات النظام، المتمثل في الرئيس السوري بشار الأسد وحكومته، في حين تدعم أنقرة فصائل الجيش السوري الحر، المنشق عن الجيش النظامي.

ولكن مع ذلك، كانت طهران أولى الداعمين لأنقرة إزاء العقوبات الأمريكية المفروضة عليها، فقد استنكر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف فرض الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على تركيا، حينما تهكم على واشنطن قائلًا إن عليها معالجة إدمانها لفرض العقوبات.

 وفرضت واشنطن عقوباتٍ على مسؤولين إيرانيين، وذلك في أعقاب انسحابها من الاتفاق النووي، وهو ما يجعل تركيا الآن في خانة إيران عند الأمريكان.

روسيا

ومن إيران إلى روسيا، القطب الثاني في العالم، باتت معنية بالعقوبات الأمريكية حالها كحال تركيا، وذلك بعدما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، يوم الأربعاء الماضي، أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات جديدة على موسكو اعتبارًا من الثاني والعشرين من أغسطس الجاري، وذلك إزاء مزاعم استخدام روسيا  لغاز الأعصاب الكيماوي في سالزبوري لتسميم العقيد السابق في الاستخبارات العسكرية الروسية سيرجي سكريبال وابنته يوليا في مارس الماضي.

وعن إمكانية التعاون الروسي التركي، قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن أنقرة لم تطلب العون من موسكو بعد، لكنه لفت في الوقت ذاته إلى وجود مشاريع كبرى مشتركة بين البلدين في مجال الطاقة والتجارة والعلاقات الاقتصادية. 


ورغم الخلاف بين إيران وروسيا من جهة، وتركيا من جهةٍ أخرى بشأن التعامل مع القضية السورية، إلا أن البلدان الثلاثة تشترك معًا في مباحثات آستانا حول مناطق خفض التصعيد في سوريا، وتعتبر الدولة الضامنة لنجاح نتائج تلك المباحثات. 


وخلاف إيران وروسيا، سيبرز اسم الصين، التي تخوض حربًا تجاريةً مع الولايات المتحدة، أشعل فتيلها الرئيس الأمريكي ترامب، وذلك خصوصًا في ظل الغضب الصيني من الإجراءات الأمريكية، وعلى رأسها فرض الرسوم الجمركية على واردات الألومنيوم والصلب. 


ومن هنا ستكون تركيا أمام حتمية التخلي عن حلفاء الأمس القريب، الذين يجمعهم مع أنقرة منصةً واحدةً هي حلف شمال الأطلسي «الناتو»، التي أدرك أردوغان مؤخرًا أن عضويتها كلفت تركيًا ثمنًا باهظًا من الناحية الاقتصادية.