"مقبرة الغزاة" هي مدينة تمكنت من أن تقهر كل من حاول الاقتراب منها و الاعتداء عليها، منذ فجر التاريخ وهي صامدة أمام أي عدوان.. إنها مدينة "السويس". السويس.. المدينة الباسلة التي سطر شعبها خلال حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 ملحمة تاريخية .. فكانت الصخرة الصلبة الذي تحطمت عليها أحلام وطموحات السفاح الإسرائيلي "آرييل شارون" عقب ثغرة الدفرسوار. حاول شارون استغلال الثغرة والدخول بـ6 فرق مدرعة تدعمها قوات جوية إسرائيلية، للمدينة الباسلة، إلا أن أبطال السويس أسقطوا مئات القتلي الإسرائيليين وهزموهم هزيمة ساحقة، حالت دون تحقيق أطماع الدولة العربية من احتلال السويس والسيطرة علي القناة. أطلق عليها فرعون مصر اسم "يوسويتس"، واتخذها قاعدة لعملياته الحربية لتأمين مناجم سيناء، و ظلت تدافع عن كيانها من أي هجمات بشعبها و جيشها البطل. ظل الاسم يتطور مع العصور، حتي أطلق عليها خمارويه بن أحمد بن طولون اسم "السويس" في القرن 19 الميلادي. تمتلك محافظة السويس الموقع المميز الفريد، بالإضافة إلي كونها أكثر الأماكن السياحية جذبا في مصر و أهميتها تجاريا، عسكريا، صناعيا، دينيا. وتعد السويس مدخل إلي أفريقيا ودول جنوب غرب وشرق آسيا، الأمر الذي جعلها ملتقي للتجارة العالمية، وقلعة للصناعة والاستثمار الصناعي. وتحتفل السويس اليوم – 24 أكتوبر - بعيدها القومي، الذي شهدت فيه ملحمة تاريخية بكل المقاييس حيث أظهرت بسالتها و صمود أهلها و جيشها أمام العدوان الإسرائيلي الذي اعتقد بقيادة "أريل شارون" أن دخول السويس سيكون بالأمر اليسير، و أن احتلالها سيكون له التأثير و الضغط علي القيادة العسكرية المصرية، فحاولت احتلال المدينة عبر ثلاث محاور " الزيتية، المثلت، الجناين" الأمر الذي فشل رغم قصف المدينة بالطائرات و المدفعية الثقيلة. كان إصرار أبطال السويس أقوي من أن تهزمه أي قوي أخرى، حيث قاموا بإلحاق أكبر الخسائر للعدو و تحطيم الدبابات و العربات المصفحة و إسقاط الكثير من الجرحى و القتلى حتى فر من نجا منهم إلى جحوره مرة أخرى منحني الرأس . و أصدر الرئيس الراحل محمد أنور السادات قرار بجعل 24 أكتوبر عيدا قوميا للسويس من كل عام، لتقدير جهودهم وما قاموا به للتصدي للعدوان في حرب أكتوبر.