أطلقت الشبكة العربية للمنظمات الأهلية، اليوم الأربعاء 15 مايو ،تقريرها السنوي الحادي عشر بعنوان" المنظمات الأهلية في مواجهة المخاطر التي تتعرض لها الأسرة العربية" .  وشارك في اللقاء 11 دولة عربية هى " الأردن – البحرين – تونس – الجزائر – السودان – فلسطين – قطر – لبنان – مصر – المغرب – اليمن"،  وبحضور عدد من ممثل الجمعيات الأهلية والخبراء في مجال المجتمع المدني والأسرة. أوضح الدكتور نبيل صموئيل عضو مجلس أمناء الشبكة العربية للمنظمات الأهلية، في بداية الاحتفالية أن هذا التقرير بمثابة ناقوس خطر لأنه يتناول مرحلة معاصرة ومستقبلية حرجة في تاريخ أمتنا العربية، حيث يتطرق إلى قضايا نوعية خطيرة مثل الفقر والمسئولية الاجتماعية والتطوع، كما يحدد أدورا لفئات بعينها مثل المرأة والأطفال والشباب.  وأضاف أن التقرير يمثل إضافة في المعرفة التراكمية للشبكة وإضافة إلى الأدبيات العربية ويمثل دلالة هامة لأنه يصدر في وسط انشغالات وتوترات سياسية تهز المجتمع العربي وتحاول تفكيكه خاصة في دول ثورات الربيع العربي، مشددا بضرورة الأخذ بعين الاعتبار المخاطر التي تحيط بالأسرة العربية وأفرادها. تطرقت المدير التنفيذي للشبكة والمشرف العام على التقرير د.أماني قنديل ، إلى الجهود السابقة لعمل الشبكة خاصة فيما يتعلق بمؤشرات فاعلية منظمات المجتمع المدني العربي، وتقارير الشبكة السابقة وإصداراتها القائمة على منهجية علمية.  وأوضحت أن المخاطر التي تتعرض لها الأسرة العربية قد تحولت إلى كوارث وأزمات، وهذه المخاطر تمثل كما أوضح التقرير نوعان الأول يرتبط بالبنية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والديموغرافية، والثانية تمتد إلى الأسرة ذاتها. أضافت د.أماني إلى مجموعة من المخاطر التي تتعرض لها الأسر العربية مثل الطلاق الذي تتراوح نسبته في الدول العربية ما بين 30 – 43% خاصة بين صغار السن، دونية مستوى ما يتلقاه الأطفال من تعليم لا يتناسب مع المتغيرات العالمية، والمخاطر الناتجة عن التعرض السلبي للانترنت، إضافة إلى العنف الأسري حيث أبرز التقرير وجود عنف غير مسبوق تتعرض له الأسر خاصة المرأة والطفل، وكذا مخاطر عمل الأطفال وأطفال الشوارع والاتجار بالبشر. وأكدت د.أماني في عرضها إلى أن التقرير أوضح أنه رغم تلك المخاطر إلا أن هناك تراجع تام في الاهتمام بالأسرة، وتراجع أيضا في دور الحكومة والمجتمع المدني، مع اتباع الاقتراب التجزيئي للمجتمع المدني.    أشار أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس كاتب التقرير الوطني عن مصرد.على ليله، أن تقرير الحالة المصرية يتطرق إلى مخاطر تواجه الأسرة المصرية كوحدة متكاملة، ومخاطر تواجه أفراد الأسرة خاصة المرأة والطفل وكبار السن والشباب، مبرزا دور الجمعيات الأهلية المصرية في مواجهة تلك المخاطر حيث أكد أن هناك أكثر من 42 ألف جمعية تعمل في مصر 60 % منها يقدم خدمات رعائية للأسر خاصة المهمشة، وانتهى في عرضه إلى أن الجمعيات الأهلية المصرية تتوجه نحو مجموعة المخاطر الاجتماعية المتعلقة بالفقر وانعكاساته والأوضاع الصحية المتردية وكذا نحو المخاطر التي تواجه المرأة خاصة النساء المعيلات للأسر والشباب والأطفال، إلا أن تلك الجمعيات في تعاملها مع المخاطر التي تتعرض لها الأسر المصرية ما زالت تتبع المنهج التقليدي الخيري الذي يقوم على تقديم المساعدات والهبات وارتباط ذلك في أذهان المصريين بالدين في مقابل ضعف توظيف التوجه التنموي التمكيني. أما السيد ياسين الباحث والمفكر فقد قدم رؤية نقدية للتقرير مشيدا بالتراكم المعرفي المتاح بتقارير الشبكة وتجاوزها للمؤشرات الكمية فقط، مؤكدا بأن هذا التقرير يقدم المعرفة وتطبيقاتها، ويعتمد على مدخل جديد هو إبراز المخاطر، وربط ذلك بالعولمة بتأثيراتها السلبية والإيجابية.  أضاف أن ثورات الربيع العربي كانت نتيجة لازمة للانتقال من النظام الشمولي إلى النظام الديموقراطي، ومن القيم المادية للدفاع عن القيم ما بعد المادية مثل الدفاع عن الكرامة الانسانية، ومن الحداثة إلى العولمة، ولكنه حذر في الوقت ذاته من اننا قد ننتقل في الوقت الراهن من مرحلة المخاطر التي تواجه الأسرة إلى مرحلة تفكيك وهدم المجتمع والدولة لاننا للأسف نعود إلى النسق القيمي المغلق وهو ما يمثل كارثة خاصة في دول ثورات الربيع العربي.