طالب ممثلو الجهاز المركزي للمحاسبات بضرورة إعادة هيكلة اتحاد الإذاعة والتليفزيون، من خلال دراسة جدية، وقالوا إن قطاع القاهرة يرسل مراسلين لنقل أحداث بالحافظات، رغم وجود قنوات إقليمية، وهو ما يعد ازدواجية في المصروفات. وقالت مراقب حسابات مختصة باتحاد الإذاعة والتليفزيون في الجهاز المركزي للمحاسبات مرام العزب خلال اجتماع اللجنة المالية بمجلس الشورى اليوم16 مايو  لمناقشة مشروع موازنة الهيئة القومية لاتحاد الإذاعة والتليفزيون في موازنة السنة المالية 2013-2014، إن لائحة الأجور للاتحاد غير مطبقة، ولم يسع الاتحاد لعرضها على مجلس الأمناء، مؤكدة أن هذه اللائحة تخالفها قطاعات كثيرة في الاتحاد، لأنها اعتادت الحصول على أكثر منها. وأشارت العزب، خلال اجتماع اللجنة المالية بالشورى  إلى أن "الساعي" في اتحاد الإذاعة والتليفزيون يحصل على 3200 جنيه، والسائق المؤقت (غير المثبت) يتجاوز 2000 جنيه شهرياً، لافتة إلى أن مشكلات الاتحاد قديمة ومزمنة، وقالت إن هناك تقريراً للجهاز المركزي للمحاسبات صادر عام 1982 أورد نفس المشكلات التي يعانيها الاتحاد اليوم، كما توجد مشروعات متوقفة منذ سنوات وتكلفت الملايين وهى مشروعات خاصة بقطاع الهندسة. وأضافت ممثلة الجهاز المركزي للمحاسبات، أنه توجد عمالة زائدة باتحاد الإذاعة والتليفزيون، وأن المبالغ تكافلية، وكل يأخذ ما هو مقدر له سواء عمل أو لا. وقال رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون إسماعيل الششتاوى ، إن لديهم ضعف إعلانات وضعف تسويق وضعفا في المحتوى، متسائلاً، هل محتوى البرامج الآن هو الذي كان في منتصف العام الماضي، مطالباً بخطة برامجية عامة، بالإضافة إلى خطط نوعية, لافتا إلى أن كل القطاعات تذيع الأحداث في المحافظات، لكن ينقلها قطاع واحد، مضيفاً، "لو عندي حدث كبير في الإسكندرية فإن إمكانات القناة الخامسة لا تستطيع تغطيتها، وبالتالي لابد من إرسال وحدة من القاهرة". وأضاف أن الاتحاد كان يستأجر استوديوهات في مدينة الإنتاج الإعلامي قيمتها 100 مليون جنيه في السنة، وسوف يتم مع نهاية العام إلغاء كل هذه الإيجارات، وأن الاتحاد يستخدم استوديوهاته فقط بماسبيرو، كاشفاً عن 3 استوديوهات تنشأ في ماسبيرو في الدور العاشر على النيل، وآخر بحديقة ماسبيرو، وبعد دخولها الخدمة سيتم إلغاء كافة الإيجارات، وقال إنه يتفق مع الجهاز المركزي للمحاسبات على جزء من أن الطاقات البشرية باتحاد الإذاعة والتليفزيون لم يتم استغلالها. وقال رئيس الاتحاد، إنه لا يوجد مشروع (صغر أو كبر الآن) إلا وله دراسة جدوى، مشيراً إلى أنه فيما يخص موضوع التراث، فإن هذا المشروع كلف أقل من مليون جنيه وسدد منه جزء مع الإنتاج المحلى، وهو موضوع نقل المكتبة مع الحفاظ عليها. مضيفاً، "هذا موضوع كبير الوزير مهتم به.. وهناك ترتيب الآن لنفس الأرشفة، وهذا قيمته لا تقدر بثمن، فهذا تاريخ أمة". وأوضح "الششتاوى" أن "هذا الإعلام ساهم فى قيادة الأمة العربية خلال التاريخ الحديث، ونحن نعانى من معدلات الأداء فى تلك المرحلة"، وقال إن مبنى ماسبيرو ملىء بالكفاءات، وهناك خطة واضحة للنهوض بالمحتوى والاهتمام بالتدريب. وقال إن تفاقم العجز يصل إلى 19 مليار جنيه، وهو متراكم على مدار السنوات السابقة بسبب مراكز الإرسال، مشيراً إلى أن أصل هذا المبلغ 7 مليارات جنيها، والباقي فوائد. وأضاف "الششتاوى"، "نسعى مع بعض زملاء منظومة الإعلام المصري لوضع ميثاق شرف إعلامي، وهذا يستدعى سرعة الانتهاء من التشريعات الإعلامية اللازمة".   ومن جانبه قال عضو لجنة الشئون المالية بمجلس الشورى أشرف بدر الدين  "أنا كمواطن مصري أطالب بأن نعطى هؤلاء الموظفين مرتباتهم وهم في بيوتهم دون إنقاصهم جنيهاً واحداً، وسنوفر بهذا الإجراء 1.3 مليار جنيه، وعند توفير هذا الرقم من الممكن أن نأخذها وننشئ بها اتحادا جديدا للإذاعة والتليفزيون يحقق أهداف هذا الوطن، الذي لا نراه واقعا مع الاتحاد الآن". وأشار إن شعب مصر يستغرب الآن من مناقشة موازنة اتحاد الإذاعة والتليفزيون، والتي كانت أحد الأسرار الحربية لنظام مبارك، مشيراً إلى أن وزارة المالية كانت خائفة أن تعطيه موازنة تلك الهيئة، ولم تحضر موازنة تلك الهيئة إلا اليوم فقط، وكأن الخوف مازال موجوداً بعد الثورة بتلك الوزارات. . وقال "بدر الدين"، إنهم كنواب لن يوافقوا على تلك الموازنة للاتحاد، مؤكدا انه سيتقدم ببلاغ للنائب العام حول تلك الخسائر. من جانبه، تساءل النائب عبد الحليم الجمال، وكيل اللجنة  إن هذه الأرقام لا يمكن أن تمر على نواب الأمة ولا على أبناء هذه الأمة، منتقداً حجم المصروفات في مخصصات الاتحاد والبالغة 821 مليون جنيه بخلاف 683 مليون جنيه "أخرى"، قائلاً، إن الأخيرة هي المصروفات التي ليس لها مسمى ولا يمكن تسميتها.