تساءل الخبير الاستراتيجي اللواء محمد علي بلال، قائد القوات المسلحة المصرية في حرب الكويت،عن السبب وراء مشاركة عدة دول كبري في الاستثمار في هذا سد النهضة ، وعن توقيت إثارة هذه القضية في هذا الوقت. وقال" بلال"  خلال مشاركته بمنتدي "صناع القرار" الذي نظتمه "بوابة أخبار اليوم" إن مصر تأخرت كثيراً في التعامل مع ملف السد، والقضية الآن هي من يريد أن يكون أقوي في أفريقيا، وفي منطقة الشرق الأوسط، وماذا يراد لمصر في السنوات القادمة، موضحا أنه يجب أن ننظر لكل التغيرات الإقليمية التي حولنا وأن لا نتعامل في قضية السد من منطلق فردي. أدار الحوار، المشرف العام لبوابة أخبار اليوم علاء عبد الهادي، وسكرتير عام مؤسسة أخبار اليوم علاء عبد الوهاب ، ورئيس التحرير التنفيذي وليد بدران، ومدير التحرير محمد جلال ، ومنسق المنتدي محمود عبد الوهاب. وأضاف قائد القوات المسلحة المصرية في حرب الكويت، أنه في عام 2009 كان هناك مؤتمر قمة لدول حوض النيل في شرم الشيخ لمناقشة اتفاقية عنتيبي، وكان واحداً من أفشل المؤتمرات، لأنه لأول مرة في تاريخ الدول أن يخرج القرار في مؤتمر عكس إرادة الدولة المضيفة وهي مصر في رفض الاتفاقية ، وفي عام 1979 أعلنت الأمم المتحدة عن اتفاقية دول الأنهار الدولية للحفاظ على حقوق الدول وحصصها فى المياه ولم توقع أثيوبيا على هذه الاتفاقية أى أنها ليست ملزمة بها، وهذا يوضح مقدار الخطر الذى نعيش فيه. وأشار إلى أن إستراتيجيتنا فى التعامل مع أزمة النيل تغيرت مع العهود المختلفة، ففى عهد عبد الناصر، كانت مصر تتبع إستراتيجية صحيحة فى وضع أفريقيا فى صدارة أولويات مصر الإقليمية، حيث كان يعمل ناصر على دائرة أفريقيا كدائرة أولى، ثم الدائرة العربية والإسلامية، وبالتالي كانت كل الدول الأفريقية تضع اعتبارا للرأى المصرى وكانت لا تحاول فعل أى شئ يمس بالأمن المصري ، ولنتذكر معاً عام 1964 عندما طلبت أمريكا من إثيوبيا بناء سد النهضة الحالي ورفضته إثيوبيا نتيجة للعلاقة القوية التى كانت تجمع البلدين. أضاف أن الفترة الثانية فترة السادات حدث نوع من التوتر بين مصر وأثيوبيا عندما اتجهنا لأمريكا وكانت إثيوبيا شيوعية فى هذا الوقت، ثم بدأ عهد جديد بالتجاهل التام للعمق الأفريقى فى عهد مبارك يقابله اهتمام إسرائيلي كبير وظهر هذا فى عام 1985 واضحاً عندما كان الحرس الخاص للرئيس الكونغولي مبوتو من إسرائيل. وأشار اللواء محمد علي بلال خلال مائدة الحوار التي اتسمت بالوضوح من كافة الأطراف، إلى الجولة العسكرية التي ذهب فيها للكونغو فى عام 1985 للتدليل على الأخطاء الكبرى التي وقعت فيها مصر "فى 1985 ، كما كنت فى جولة عسكرية فى الكونغو وطلبت من موبوتو قطعة أرض واسعة لتستثمر فيها مصر زراعياً وبالفعل وافق على إعطائنا مساحة تقدر ب250 ألف فدان، بل وسمح لنا بالحصول على أخشاب أشجار الغابات التي كانت على الأرض، إلى أن جاء الأمر من المشير أبو غزالة بإلغاء هذه الإتفاقية لأن يوسف والي وزير الزراعة طلب من الجيش عدم التدخل فى شئون الاستثمار الزراعي، والآن عدنا من جديد للتفكير فى العمق الأفريقى وظهرت مشروعات مثلاً لتحويل مسار نهر الكونغو إلى الشمال لكن المشكلة أن هذا النهر لابد أن يعبر من جنوب السودان ولابد أن لا ننسى أن من بنى جنوب السودان هي اسرائيل وبالتالي فالتنفيذ سيكون صعب للغاية. كما أن موقف السودان شمالاً وجنوباً لن يكون قوياً فى مواجهة السد الجديد لأنه لن يضر بمصالحهم، بالعكس سيحميهم من الفيضانات وسيسمح لهم بالزراعة وإنتاج الكهرباء وستقف مصر وحدها فى وجه المدفع، أما أثيوبيا فالواقع يقول أنها لن تستفيد من السد فى الزراعة فى شئ لأنها بنته بالقرب من حدود السودان وبالتالي فهناك شكوك كبيرة بشأن الأهداف الحقيقية لبناء هذا السد. وقال " بلال " إن المطلوب الآن أن نجد حل لكى نقلل من مخاطر هذا السد علينا فالجميع يعلم أن العالم الآن يسير بشرعية القوى وليس قوة الشرعية، وفى صراع القوى قوتك تضاءلت وصارت دول الخليج تريد أن تحل مكانك، واسرائيل تريد أن تكون القوة الوحيدة فى منطقة الشرق الأوسط وقريباً ستكون، وعند عرض الخيار العسكري للطرح لابد أن نفكر من هى الشركات التى تقوم بتمويل السد، وسنجد أننا لن نواجه أثيوبيا وحدها ولكن أيضاً الدول التى لديها رعايا فى موقع الإنشاء، وبالتالي لابد من استبعاد الخيار العسكري، لأنك ستحارب عدة دول، والعمل العسكري لابد أن يبنى على شرعية، حتى أمريكا نفسها عندما ذهبت إلى أفغانستان بنت شرعية وكونت تحالف من 34 دولة لضربها. أضاف قائلا : "بالتأكيد الأمر خطير وهناك تهديد على وجود مصر ذاتها، ومن يخطط لبناء السد هما أمريكا واسرائيل والحل الوحيد هو أن تحشد دعم الدول حولك حتى تنال الشرعية، وهناك دول تريد أن تخنق مصر وتخضعها ولابد أن نعمل جميعاً على إيجاد حل لهذا الأمر بعقلانية وذكاء.  كما شارك في الحوار الزملاء وائل المزيكي، ياسر حماية، محمد فايد ، عواد شكشك ، إيهاب علي، محمد فتحي ، منة الله ممدوح ، إنجي خليفة ، أحمد رجب ، كريم جاد .