في ظل جولته بالمنطقة..

مايك بنس| «نائب ترامب» في إجهاض السلام

 الرئيس الأمريكي ونائبه مايك بنس
الرئيس الأمريكي ونائبه مايك بنس

◄| صلاح العبادي المحلل السياسي الأردني: مايك بنس يريد تحسين صورة الولايات المتحدة في المنطقة
◄| د. جهاد الحرازين القيادي في حركة فتح الفلسطينية: انحياز الإدارة الأمريكية الأعمى لدولة اﻻحتلال افقدها دورها

مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي، الذي ساند ترامب في قراراته المثيرة للجدل، وكان أخرها نقل السفارة الأمريكية إلى القدس؛ وظهر خلف ترامب وهو يمضي القرار؛ والذي سبق وأن خرج موجها اللوم للرئيس السابق باراك أوباما عام 2010 لعدم مساندة إسرائيل، وشارك في حملة دعم وحشد للأصوات في الكونجرس قبل سنوات لتقليص المعونة الأمريكية للفلسطينيين؛ يقوم الآن بجولة في منطقة الشرق الأوسط؛ لبحث القضية الفلسطينية وسبل استئناف عملية السلام.

الاتفاق على الاختلاف
نائب «ترامب»؛ الذي بدأ جولته أمس بمصر؛ واستأنفها اليوم بالأردن؛ ويختتمها غدا بإسرائيل؛ قال في نهاية محادثات مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني؛ إنه والعاهل الأردني «اتفقا على الاختلاف» بشأن اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل.
ويبدو أن المسئول الأمريكي الأعلى مستوى؛ سيعود بخفي حنين؛ بعد جولة من المباحثات لم تحرك الجمود الذي أدخلت فيه الولايات المتحدة؛ مباحثات استئناف عملية السلام؛ بعد قرارها الأخير بشأن القدس.

إعادة إنتاج
صلاح العبادي المحلل السياسي الأردني؛ رأى في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم» عبر الهاتف من العاصمة الأردنية عمان، أن زيارة نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية لمنطقة الشرق الأوسط في غاية الأهمية، لأنها كشفت التطابق في المواقف بين المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية وتمسك البلدين في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وإقامة الدولة الفلسطينية عند حدود الـ٦٧.
واعتقد العبادي، أن مايك بنس يقوم بهذه الجولة بناء على طلب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، خصوصا وأن الولايات المتحدة تريد أن تعيد إنتاج دورها في المنطقة، خصوصا بعد أن لاقى قرار ترامب الأخير بنقل السفارة الأمريكية للقدس الرفض الشعبي من قبل الأردنيين والمصريين بشكل خاص والأمة العربية بشكل عام، لذلك أراد أن يحسن صورة الولايات المتحدة في المنطقة.

إيصال الصوتين لأمريكا
وقال إن ترامب أراد أن يوصل رسائل من خلال نائبه بنس، مفادها دعم جهود المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية في إحلال السلام على صعيد القضية الفلسطينية، وكذلك دعم جهود محاربة الإرهاب، معتقدا أن الزيارة ناجحة من حيث إيصال الصوت الأردني والمصري إلى الإدارة الأمريكية والتعبير عن الموقف الرافض لقرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وجعلها عاصمة لإسرائيل.
ولفت العبادي، إلى أن هذه الزيارة تؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد أن تقطع علاقاتها مع دول إستراتيجية بالنسبة لها؛ مثل الأردن ومصر، مبينا أنه على الولايات المتحدة أن تثبت حسن النوايا من خلال إعادة الدعم لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» وكذلك جعل القدس الشرقية عاصمة للفلسطينيين.

غير مرحب به
على الجانب الأخر؛ اعتبرت صحيفة «الأوبزرفر» -  الإصدار الأسبوعي لجريدة الجارديان اليومية - أن هذه الزيارة ليست بالطبع الزيارة المنتظرة للأراضي المقدسة التي يتوقعها بنس في خياله، وهذا ببساطة لأن بنس المسيحي الأنجليكاني ليس محل ترحيب في مهد المسيح، بعدما دمر الرئيس دونالد ترامب كل فرصه في زيارة الضفة الغربية بسبب انقلابه على قرون من السياسات الأمريكية المتواصلة بإعلان اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وأضافت الصحيفة أن قرار ترامب تجاهل ما كان متعارف عليه مسبقا من أن وضع القدس من المسائل التي تدار بالنقاش والتفاهم بين طرفي النزاع لكن قرار ترامب قلب الأمور رأسا على عقب ودفع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن إلى رفض لقاء بنس في رام الله.

عزلة دولية
د. جهاد الحرازين القيادي في حركة فتح الفلسطينية؛ قال في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم»، إن زيارة بنس للمنطقة تأتي في سياق جولة العلاقات العامة التي تمارسها الإدارة الأمريكية، خاصة بعد العزلة التي عايشتها في المحافل الدولية؛ وذلك بعد قرارها المتعلق بالقدس ولذلك طالما أن الإدارة الأمريكية لم تتراجع عن قرارها أو تعلن صراحة موقفها من قضية القدس وحل الدولتين، لن تكون لأية محاوﻻت تقوم بها الإدارة الأمريكية أية جدوى في المرحلة المقبلة، لأن قضية القدس قضية جوهرية وهو ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.

انحياز أعمى
وأكد الحرازين، أن حالة اﻻنحياز الأعمى لدولة اﻻحتلال افقد الإدارة الأمريكية دورها في العملية السياسية، مشيرا إلى أن هذه الزيارة لن تقدم أي جديد، لأن هناك حالة من اﻻصرار الأمريكي على موقفها المسبق من أية مفاوضات، وانحيازها لصالح دولة اﻻحتلال، ولذلك فإن الوﻻيات المتحدة أصبحت خارج السياق.
وعن ما يمكن تقديمه لخدمة القضية الفلسطينية في الوقت الحالي، رأى الحرازين، أن هناك حالة من العمل العربي المشترك بالتنسيق مع الدول الإسلامية والأوروبية وروسيا والصين ومعظم دول العالم الحر؛ التي وقفت في وجه اﻻبتزاز الأمريكي في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، نحو إيجاد مرجعية أممية لعملية السلام؛ بمتابعة وإشراف دولي لأية عملية تسوية قادمة، ولذلك التوجه الفلسطيني والعربي الآن يسير نحو المنظمات الدولية ﻻستعادة الحق الفلسطيني وإنهاء اﻻحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

وكأن شيئا لم يكن؛ يقوم مايك بنس بجولة في المنطقة؛ ممسكا براية سلام زائفة في يد؛ وبراية الابتزاز في اليد الأخرى؛ وكأن الإدارة الأمريكية متمثلة في رئيسها ترامب؛ لم تخرج على العالم بقرار ينسف كل الجهود المبذولة لاستئناف عملية السلام؛ ويغلق الباب في وجه المفاوضات أو الوصول لتسوية للقضية؛ وكأنها تريد أن تفرض سياسة الأمر الواقع على الفلسطينيين.. فهل بشكل بات ونهائي خرجت الولايات المتحدة من المعادلة؟ وهل سيعود بنس بخفي حنين إلى ترامب؛ أم سيحمل له تأكيد بأن استئناف السلام لن يرى النور إلا بتراجعه عن قرار بشأن القدس؟ وما مستقبل القضية برمتها؟ أسئلة كثيرة تتضح ملامحها خلال الفترة المقبلة..