«كيرياليسون» تسجيل إنساني مجتمعي سياسي لحال الأقباط في مصر

حمدي رزق وكتابه الجديد «كيرياليسون»
حمدي رزق وكتابه الجديد «كيرياليسون»

قال الإعلامي والكاتب الصحفي حمدي رزق، خلال حفل توقيع كتاب «كيرياليسون في محبة الأقباط»، الصادر عن سلسلة الكتاب الذهبي التابعة لمؤسسة روز اليوسف، أن الكتاب يعتبر دفتر أحوال لأقباط مصر في آخر ٧ سنوات منذ ٢٠١١ وحتى الآن.

واعتبر "رزق"، الكتاب بمثابة تسجيل إنساني مجتمعي سياسي لحال الأقباط في مصر، ويرصد رؤية الأقباط ومستقبلهم تأسيسًا على حاضرهم، وماضيهم، باعتبارهم إخوة الوطن ويتمتعون بحقوق المواطنة، ويرفضون كل أشكال التمييز التي يمارسها بعض المتشدقين بالدين بعيدًا تماما عن تعاليم الدين الإسلامي الحنيف.

وأشار إلى أن "كيرياليسون" يتضمن حوارات مع البابا تواضروس الثاني، والبابا شنودة الثالث، بالإضافة إلى عدد من الحوارات لكبار الرموز في مصر، بأسلوب قصصي شيق.

وأوضح أن الكتاب يضم دراسة بحثية مشاكل الأقباط في مصر، ويتناولها من زاوية إنسانية سياسية، وتتحدث فصول الكتاب عن علاقة الأقباط بالرئيس عبد الفتاح السيسي، تحت عنوان "وإحنا كمان بنحبكم"، كما يُسجل تفاصيل وأسرار الزيارات الأربع الرئاسية للكنيسة في عيد الميلاد.

وأوضح أن الكتاب يتطرق إلى كراهية جماعة الإخوان الإرهابية للأقباط والعداء الذي يعلنه السلفيون للأقباط، ويرسم شكل العلاقة بين الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب، وقداسة البابا تواضروس الثاني، بطريرك الكرازة المرقسية.

من جانبه قال د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إن كتاب «كيرياليسون» في محبة الأقباط للكاتب الصحفي حمدي رزق أقرب إلى المقال الروائي وكتب بحرفية وبصمة خاصة بنكهة حمدي رزق التي تتسم في الغالب بالجانب الساخر الناقد بموضوعية.

وأضاف خلال كلمته، أن الكتاب يؤكد قيمة المواطنة والتكامل بين شقي الأمة وهو ما تتبناه كافة مؤسسات الدولة ونحن في وزارة الأوقاف عمدنا، للتأكيد على هذا الأمر مرارا وتكرارا من خلال إصدار كتب وخطب الجمعة، التي أكدنا فيها أن الدفاع عن الكنيسة واجب وطني وديني شأنها شأن المسجد، في إطار تصحيح المفاهيم المغلوطة لإحداث التقارب المطلوب بين المسلمين والأقباط.

وأشار إلى أنه بتتبع إنتاج الشعراء المصريين نجد أن هناك شعراء مسلمين مدحوا الدين المسيحي وشعراء أقباط مدحوا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، واستشهد في ذلك بأبيات للشاعر أحمد شوقي يمدح فيها الأقباط وآليات أخرى لشاعر قبطي يمدح فيها الدين الاسلامي. 

وناشد الإعلاميين المفكرين بضرورة الوصول للقرى والنجوع للوصول بمفهوم المواطنة لأبناء هذه المناطق بما يخدم أهداف الدولة خاصة أن أبناء الفكر التكفيري والإرهابية يتحركون بقوة في هذه الأماكن بقوة ولم يعد لدينا فسيح من الوقت.

وفي ذات السياق قال الكاتب الصحفي حلمي النمنم، وزير الثقافة السابق، إن مصر تعيش حالة احتدام طائفي ومن يقول عكس ذلك فهو لا يرى أمامه، وليس صحيحا على الإطلاق أن تاريخ الطائفية في مصر مرتبط بعصر السادات ولكنه يمتد إلى بداية ظهور الدولة اليهودية وارتفاع الأصوات بأن تكون هناك دولة إسلامية.

وأضاف خلال كلمته، أننا نحتاج إلى التصدي بشفافية لمفاهيم خاطئة لدى بعض من يقال عليهم علماء في الدين الإسلامي ممن يدعون كذبا وافتراء أن عقيدة الأقباط فاسدة وهذا أمر غير صحيح على الإطلاق خاصة وأننا في التشهد في الصلاة ندعو لسيدنا إبراهيم وآل إبراهيم على الرغم من أن آل إبراهيم هم اليهود والنصارى.

وأشار إلى أن الأزمة الآن بين المسلمين والأقباط هي أزمة معرفية ونحن نحتاج إلى أن يعرف كل من الجانبين الآخر، وعدم المعرفة هذا هو ما أدى إلى ظهور أشخاص مثل سالم عبد الجليل الذي خرج وقال صراحة «إني أحترم الأقباط» ولكن ديني يقول إن عقيدتهم فاسدة وهو افتراء، والحقيقة أن ديننا لم يكفر الأقباط.

وفي سياق متصل قال المفكر ثروت الخرباوي القيادي الإخواني المنشق، إن الكاتب الصحفي حمدى رزق كان يلتبس على من لا يعرفه كونه قبطيا أو مسلما وهو أمر ظل غير واضح، وهناك من يقول إنه قبطيا ومن يقول إنه مسلما، وحينما سُأل في هذا الأمر قال إنه "منوفي".

وأضاف خلال كلمته بحفل توقيع كتاب "كيرياليسون"، ردا على سؤال مدير الجلسة الكاتب مفيد فوزي حول استمرار الادعاءات التعسفية ضد الأقباط في الأزهر أن الأفكار التعسفية ضد الأقباط مازلت تدرس في مناهج الأزهر، لكن إحقاقا للحق كثير منها تم حذفه والباقي حجمه ليس كبيرا، ونحتاج إلى تصحيح المفاهيم لدى الجانبين.

وخلال كلمته قال د. جابر نصار رئيس جامعة القاهرة السابق، إن مصر بها مشكلة متعلقة بالاحترام الطائفي بين المسلمين والأقباط وفي ظني أنها مشكلة بسيطة وحلها أبسط ولكن الأزمة الحقيقية أننا ندور حول الحل ولا نتخذه سبيلا. 

وأضاف أننا بحاجة إلى إشاعة المحبة وتطبيق القانون في نفس الوقت بكل القضايا المتعلقة بالمسلمين والأقباط .


كتاب «كيرياليسون في محبة الأقباط»، للكاتب الصحفي والإعلامي حمدي رزق ، صادر عن سلسلة الكتاب الذهبي التابعة لمؤسسة روز اليوسف، وشارك في حفل التوقيع نخبة من المفكرين والكُتاب والفنانين ورجال الدين الإسلامي والمسيحي، وعلى رأسهم وزير الأوقاف د. محمد مختار جمعة، ووزير الثقافة السابق حلمي النمنم، و د. مصطفى الفقي، رئيس مكتبة الإسكندرية، و د. محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، والكاتب الصحفي مفيد فوزي.