حفلات الطلاق .. «موضة» أم فساد مجتمعي ؟

حفلات الطلاق .. موضة أم فساد مجتمعي
حفلات الطلاق .. موضة أم فساد مجتمعي

«أدعوك لحضور حفل طلاقي».. انتشر هذا الشكل من الدعوات في الفترة الماضية بشكل ملفت للنظر، حتى بات الأمر عاديًا ومألوفًا أن تحتفل سيدة بطلاقها.

لم يكن الأمر مجرد دعوة أو حفلة منزلية تضم الأقارب والأصدقاء، لكنها أصبحت في أماكن مخصصة مثل قاعات الأفراح والمناسبات، وتبلغ تكاليفها الكثير من الأموال فضلا عن الهدايا التي يقدمها المدعوين للمطلقة.

استنكرت بعض السيدات هذه الدعوات وقالت أنها مخالفة للشرع لأنه أبغض الحلال، كما أنها تشجع الزوجات على الطلاق والاحتفال به لتكون مثال يحتذى به في المجتمع.

 

 

 آخر دعوات الطلاق

وكانت آخر الدعوات التي لاقت انتشاراً وحديث مواقع التواصل الاجتماعي، هي السيدة دينا عبد الله سليمان التي تبلغ من العمر 27 عام من محافظة المنوفية، والتي أقامت حفلا كبيرا بمناسبة طلاقها من زوجها بحكم قضائي بعد قضاء عامين بين المحاكم حتى تنال هذا الحكم.

دعت دينا أصدقاءها وأحضرت تورتة مكتوب عليها حفلة الطلاق، وقالت أن حياتها الزوجية لم تستمر فعليا أكثر من 40 يوماً فقط، وكانت أسباب الخلاف هو الإقامة في منزلها والد الزوج الذي كان بينهم مضايقات وخلافات باستمرار .. وفي النهاية هددها زوجها بالاستمرار معه أو تظل في منزل الزوجية بمفردها ويقوم أهلها بالإنفاق عليها وهو ما رفضته.

وبدأت الخلافات في الازدياد حتى قررت الانفصال والحصول على حريتها والتفرغ لتربية ابنها التي أنجبته من طليقها.

 

-    أسباب الطلاق

أصبحت قضايا الطلاق والخلع تزداد يوما بعد يوم، والأسباب كثيرة، حيث يقول د. علاء رجب استشاري الصحة النفسية في العلاقات الأسرية والزوجية أن الزواج هو شركة بين اثنين، كل منهما يرسم حياته بشكل مختلف بدون فهم واعي لطبيعة الزواج، وبعد ذلك يصطدمون بالواقع فيفضلون الانفصال.

وأضاف علاء أن هناك أسباب كثيرة لانتشار الطلاق بهذه الصورة، منها عدم وجود الاهتمام والثقة بين الزوجين، الأنانية المفرطة، عدم اهتمام الزوج بشريكة حياته والانصياع لحديث أهله فقط أو التقليل من شأن زوجته أمامهم.

ومن الأسباب الهامة أيضا هو التدليل الزائد من قبل الأهل للبنت وعدم تدريبها على تحمل المسئولية، فتجد حياة مختلفة بعد الزواج عما كانت معتادة عليه، فيحدث تضمر وضيق ولن تستطيع تحمل حياتها الجديدة.

 

وأوضح استشاري الصحة النفسية أن الضحية الأولى والأخيرة تكون الأطفال وما يحدث لهم من أمراض نفسية واجتماعية، بسبب عدم وجودهم مع الأب والأم داخل أسرة مستقرة، دون قيادة أو عاطفة وحنان، كما أنهم يكونون رهينة بعد الطلاق، فكل طرف يحاول جذبهم إليه، فتنتقل لهم مشاعر عدم الأمان ومشاعر عدوانية تؤدى فيما بعد إلى مشاكل نفسية وسلوكية كبيرة.

وقدم د. علاء رجب نصيحة للأزواج بأن يهتموا جيدًا بقراءة الكتب الدينية والسيرة النبوية وفهمها جيدًا لمعرفة كيف كان النبي يعامل زوجاته، وكذلك زوجات النبي كيف كن يتعاملن مع النبي، هذا كفيل بإعطاء طاقة إيجابية كاملة لإنجاح الزواج دون أي مجهود أو عقبات.