عام على حكم ترامب| صداقات أمريكية تشكلت.. وأخرى تكسرت

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

في شهر ديسمبر الماضي، كتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على موقع "تويتر" مازحًا أنه ربما تجمعه صداقةً مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، وأنه سيتوقف عن نعته بالرجل السمين إذا توقف الزعيم الكوري الشمالي عن وصفه بالرجل العجوز.

وبعيدًا عن هذه اللهجة التهكمية التي تحدث بها الرئيس الأمريكي عبر "تويتر"، والتي أبعد بكثير من التحقق على أرض الواقع، في ظل حالة العداء الشديدة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، والمتأصلة منذ سنواتٍ عدةٍ، فإن الرئيس الأمريكي نجح خلال عامٍ من حكمه في توطيد علاقته بزعماء حول العالم.

الزعيم الأجنبي المفضل

قبل أن يأتي دونالد ترامب إلى سدة الحكم في البيت الأبيض، كانت هناك مخاوف لدى القيادة السياسية اليابانية بزعامة رئيس الوزراء شينزو آبي بعد نجاح ترامب المفاجئ في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والذي جاء على حساب منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.

مخاوف طوكيو كانت تتمثل في شعار "أمريكا أولًا" الذي رفعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خاصةً في ظل تنامي الخطر القادم من الشطر الشمالي لشبه الجزيرة الكورية، حيث تواصل بيونج يانج تجاربها النووية والصاروخية، دون أن تعبأ بالعقوبات الأممية المفروضة عليها أو بالاستهجانات المتكررة لتلك التجارب.

لكن مع وصول ترامب إلى الحكم تبددت كل هذه المخاوف، فالعلاقات بين البلدين الحليفتين توطدت، ومنذ تولي ترامب مقاليد الأمور في البيت الأبيض، التقى ترامب وآبي وجهًا لوجه ست مرات، وأجريا سويًا ستة عشر اتصالًا هاتفيًا، وهو رقمٌ ليس بالقليل خلال عامٍ واحدٍ بين الزعيمين.

دونالد ترامب اعتبر خلال زيارته لليابان في مستهل جولته الآسيوية طويلة الأمد في النصف الأول لشهر نوفمبر الماضي رئيس الوزراء الياباني زعيمه الأجنبي المفضل، كنايةً على حجم توطيد العلاقات بين الجانبين.

الزعيم الفلبيني صديقٌ جديدٌ

ولم يكن شينزو آبي وحده الذي وثق ترامب علاقته به، فالرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي كان خلال هذا العام من الزعماء المقربين للرئيس الأمريكي.

دوتيرتي يخوض حربًا في بلاده ضد تنظيم ما يُعرف بالدولة الإسلامية "داعش" الذي عبر المحيطات ليصل إلى أقصى جنوب شرق آسيا، لذا فقد حصلت مانيلا على دعمٍ من واشنطن نظير حربها الذي تشنه على الإرهاب، في ظل قيادة الولايات المتحدة تحالفًا دوليًا ضد تنظيم داعش.

وخلال زيارته للفلبين منتصف شهر نوفمبر خلال جولته الآسيوية، أكد الزعيمان الأمريكي والفلبيني قوة الروابط بينهما، كما امتنع ترامب عن النيل من سجل حقوق الإنسان المتردي في الفلبين، على الرغم من المطالب التي واجهها من قبل الأوساط الأمريكية لإثارة تلك القضية خلال زيارته للبلاد.

وخلال قمة آسيان التي تجمع دول جنوب شرق آسيا، واستضافتها العاصمة الفلبينية مانيلا في الثالث عشر والرابع عشر من نوفمبر الماضي بحضور الرئيس الأمريكي، حدث موقفًا حمل الكثير من الطرافة حينما صعد الرئيس الفلبيني للمنصة ليقوم بالغناء، وحينما فرغ من غنائه قال إن هذا تم بناءً على طلبٍ من الرئيس الأمريكي ترامب له.

فتور العلاقات مع ميركل

كان هذا على صعيد أبرز الزعماء الذين وطد ترامب علاقته معهم، إلا أن ترامب نتيجة سياساته الخارجية خسر زعماء دول عظمى كانت حليفةً بشدة، البداية مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

فبعد أن قرر الرئيس الأمريكي الانسحاب من اتفاقية مكافحة تغير المناخ التي وقعها سلفه باراك أوباما في باريس عام 2015، قالت ميركل إن على الاتحاد الأوروبي أن يأخذ زمام المبادرة ولا يضع الثقة في حلفائه.

جاء ذلك أيضًا بعدما طالب ترامب قبلها خلال اجتماعٍ لزعماء حلف شمال الأطلسي "الناتو" في بروكسيل ألمانيا بزيادة إنفاقها العسكري لقوات التحالف الدولي الذي يحارب تنظيم داعش، وهو ما لقى امتعاضًا من برلين.

وكذلك "ماي"

ولم تكن ميركل وحدها، فمع نهاية العام الماضي توترت العلاقات بين ترامب ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، وذلك بعد تراشق التصريحات بين الجانبين، جراء تغريداتٍ معاديةٍ للمسلمين كتبها ترامب على "تويتر"، حيث أعاد نشر تغريدات لزعيم يميني بريطاني متطرف.

ووصفت ماي نشر ترامب تلك التغريدات المنقولة عن نائبة رئيس جماعة "بريطانيا أولا" اليمينية المتطرفة والمرفقة بتسجيلات مصورة، بأنه كان خطأ من قبل ترامب، ليكون رد ترامب على ماي بتغريدةٍ أخرى قال خلالها " تيريزا ماي لا تركزي عليّ، ركزي على الإرهاب الإسلامي الراديكالي المدمر الذي يحدث في المملكة المتحدة، نحن نبلي بلاء حسنًا".

ونتيجة ذلك، تم إلغاء زيارة الرئيس الأمريكي لبريطانيا ، والتي كانت من المفترض أن تكون في شهر فبراير من هذا العام، بعدما لقت تغريدة ترامب الأخيرة استهجانًا من رئيسة الوزراء البريطانية.

تغيرات في علاقات الولايات المتحدة مع حلفائها جراء نهج ترامب خلال عامٍ، حيث بدا الرئيس الأمريكي متخليًا عن الدبلوماسية الناعمة التي انتهجها سلفه أوباما، لتفقده تلك المواقف صداقات بلدان كان الأقرب للولايات المتحدة.