البدانة المفرطة تحد من طول أعمار الأمريكيين

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
احمد جلال
 

ألقى بعض خبراء الصحة الأمريكيين باللوم على انتشار العناصر الأفيونية في عدم تناقص معدل الوفيات في الولايات المتحدة، فيما ساهمت البدانة المفرطة المنتشرة بين الكثيرين في الحد من طول العمر الافتراضي بين الأمريكيين.

 

ووفقا للباحثين فى كلية الطب جامعة «بنسلفانيا» الأمريكية، فقد أدت زيادة الوزن إلى ارتفاع حالات الوفيات إلى ما يقرب من 200.000 حالة وفاة زائدة في عام 2011، في الوقت الذي خفضت فيه الكيلوجرامات الزائدة طول متوسط العمر المتوقع بنحو عام واحد في سن الأربعين.

 

وشدد الدكتور صمويل بريستون، أستاذ علم الاجتماع في جامعة «بنسلفانيا» الأمريكية، على أن ارتفاع مستويات مؤشر كتلة الجسم قد منع من التمتع بالفوائد الكاملة للعوامل التي تعمل على تحسين معدل الوفيات.

 

ويعد مؤشر كتلة الجسم تقديرًا تقريبيًا لنسبة الدهون في الجسم على أساس قياسات الطول والوزن.

 

وكشف الباحثون عن انخفاض الوفيات الناجمة عن أمراض القلب باستمرار منذ ما يقرب من 40 عامًا، إلا أن هذه المعدلات قد تباطأت أو توقفت تمامًا بفعل تضاعف معدلات البدانة والبدانة المفرطة بين الأمريكيين.

 

وشهدت معدلات البدانة المفرطة ارتفاعا بنسبة 15 % فى الولايات المتحدة بين عامي «1976 – 1980»، وبحلول 2014، سجلت زيادة بنسبة 38 % بين الأمريكيين ليصنفوا على كونهم من مفرطي البدانة.

 

وأكد الدكتور ميتشل روزين، رئيس قسم جراحة السمنة في مستشفى لينوكس هيل في مدينة نيويورك، إن البدانة مرتبطة بالوفيات بعدة طرق، مضيفا  أن «السمنة هي السبب الأكبر في داء السكر النمط الثاني، وتشجع جميع عوامل الخطر التي تسبب أمراض القلب، مثل ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، كما تعزز حالات انقطاع النفس أثناء النوم، والسبب الرئيسي للوفاة المفاجئة وحوادث السيارات، كما أنها تؤثر على كل عضو في الجسم، ومرتبطة بعدد من أنواع السرطان.

 

وللحصول على فكرة أفضل عن تأثير السمنة على معدلات الوفيات، جمع بريستون ورفاقه بيانات من مسح صحي وطني من عام 1988 حتى عام 2010، وشملت الدراسة أكثر من 25.000 أمريكي بين 40 و84 عامًا، ونظر الباحثون أيضا في بيانات الوفيات ذات الصلة حتى عام 2011، وباستخدام نموذج احصائي، قام الباحثون بتقييم مقدار التباطؤ في معدل الوفيات الذي يمكن تفسيره بارتفاع مؤشر كتلة الجسم.

 

ووجد الباحثون أن الزيادة في مؤشر كتلة الجسم في عام 2011 قد خفضت متوسط العمر المتوقع بمقدار 0.9 عامًا في سن 40 عامًا، أي ما يقرب من 11 شهرًا، ويقدر النموذج الإحصائي أيضا أن 186.000 حالة وفاة زائدة حدثت في ذلك العام بسبب ارتفاع مؤشر كتلة الجسم في الولايات المتحدة.